02 مايو 2009

في انتظار البرابرة (جي ام كويتزي)

قراءات: رواية "في انتظار البرابرة" لـ(جي ام كويتزي)


ترجمت الكتاب: ابتسام عبدالله

انتهيتُ قبل قليل من قراءة رواية "في انتظار البرابرة" للروائي الحائز على جائزة نوبل (ج.م. كويتزي).

ربما هناك الكثير ليُقال عن هذه الرواية، ولكن الفكرة الرئيسية فيها رمزية على نحو رائع ويمكن إسقاطها على واقعنا الحالي والماضي.

هناك إمبراطورية في مكانٍ ما، يسكنها صنفان من الناس: المستوطنون المتحضرون، وهم الأقوى والأكثر خبرة ودراية وترفا. أما الصنف الآخر فهم الفلاحون والبدو والبسطاء. والمكان الذي تدور فيه أحداث الرواية هو الواحات التي تُعتبر آخر مكانٍ آهل للحضارة، بعدها تبدأ الصحاري وأماكن البرابرة.

يأتي العميد (جول) لهذه الواحات وهو مصمم على حرب البرابرة الذين يعتقد أنهم الخطر الأكبر على الإمبراطورية وأمنها. وتدور أحداث الرواية في حروب يفتعلها العميد جول ضد البرابرة المسالمين الذين لا يريدون سوى الترحل والعيش بحرية. والراوي هو قاضٍ في هذه الواحات يتعاطف مع البرابرة أو على الاقل لا يجدهم مصدرا للخطر، بل يرى أنهم غالبا ما يكونون عرضة للنصب والسرقة! تعاطفه ذلك يكلفه الكثير في النهاية.

تحمل الرواية أفكارا فلسفية عن الظلم والحقد والطغيان واحتقار الآخر. يتساءل المؤلف (أو الرواي) عن سبب احتقار الإمبراطورية للبرابرة، ويوصي بتعلم احترامهم، لأن لا اساس لهذا الاحتقار سوى اختلافهم عن الآخرين.

قد يشعر القارئ بالملل في فصول طويلة من الرواية، إلا أن المعنى الكلي للعمل مدهش. يقول ابراهيم غرايبه عن إسقاطات الرواية: "ألا يبدو ذلك أنه يفسر كثيرًا مما يسمى حرب الإرهاب؟ ألا يمكن إعادة صياغة الرواية بواقعية وبدون ملكات أدبية تحت عنوان "في انتظار القاعدة"؟"
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.