02 مايو 2009

نيران صديقة (علاء الأسواني)

قراءات: كتاب "نيران صديقة" لـ(علاء الأسواني)


ربما ما يزال عالقا بأذهان الكثير منا اسم (علاء الأسواني) صاحب الرواية التي شغلت الرأي العام والأوساط الأدبية لفترات طويلة (عمارة يعقوبيان) والتي سيُعرض الفيلم المأخوذ عنها قريبا كما سمعت.

بعد تجربة (عمارة يعقوبيان) كان الجميع ينتظر بشوق الخطوة التالية لـ(الأسواني) مرجحين بأنها ستكون رواية أخرى بنفس المستوى، إلا أن المؤلف فاجأ الجميع بإصدار مجموعة قصصية، ضاربا بكل التوقعات عرض الحائط. والأدهى من ذلك أن هذه القصص ليست جديدة بل سبق نشرها قبل سنوات! يقول أحد النقاد معلقا أن (الأسواني) يريد إثبات أهمية الكتابة لذاتها وليس للنجاح والشهرة وإرضاء التوقعات.

من قرأ (عمارة يعقوبيان) يدرك أنه يتعامل مع كاتب يلتزم البساطة في كل شيء، في اللغة والرمز والبناء الروائي/القصصي. إنه يكتب للأستاذ والتلميذ وسائق التاكسي والجزار والطبيب وكل من يستطيع القراءة، فحين تقرأ له يتضح لك أن هذا الكاتب لا يهتم كثيرًا بالنقاد ولا بالأوساط النخبوية المثقفة.

وفي هذه المجموعة القصصية يتأكد ذلك بوضوح من خلال اللغة السلسة والفكرة الواضحة، من غير تدوير ولا تعقيد. إضافة إلى ذلك فعلاء الأسواني يعشق التجربة الواقية، فلا يرسم لك عالما روائيا بعيدًا عن مقاطع الحياة التي أمامك، بل يلتزم الالتصاق بالواقع فكرة وشخوصا. الشيء الذي تتوقعه مع الأسواني دائما هو أن تقول لنفسك "نعم، صحيح، واقع، رأيت ذلك".

ربما تطغى على قصص علاء الأسواني ثيمة التناقض والاضطراب. فهو يحدثنا تارة عن المثقف العربي المضطرب فكرًا وأسلوب حياة، ويحدثنا عن المثاليات والأخلاقيات المتناقضة التي تخفي وراءها حقيقة إنسانية دنيئة. ويُلاحظ في قصصه الميل إلى النهايات المفتوحة.

بإيجاز...علاء الأسواني كاتب يستحق القراءة بجدارة. أحبه شخصيا لأنني أشاركه مبدأ الواقعية وتعرية المجتمع الذي يداري سوءاته ولا يحاول إصلاحها. كما أوافقه نزعة اللغة السهلة الواضحة، والرمز المفهوم.

اقرأوا إنتاج الاسواني، ولن تندموا!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.