03 مايو 2009

هذي هي الأغلال (عبدالله القصيمي)

قراءات: كتاب "هذي هي الأغلال" لـ(عبد الله القصيمي)


أعتبر نفسي قد أنجزتُ شيئًا عظيمًا هذه الليلة..قرأتُ كتابًا إلكترونيًا لأول مرة في حياتي!
كنتُ فيما مضى شديد التحيّز للكتاب الورقي.. لغلافه وملمسه ورائحته..وكنتُ أكفرُ بهذه البدعة الإلكترونية الجديدة، وأقنعُ نفسي دائمًا وأبدًا أنني لا ولم ولن أستسيغ إلا الكتاب الورقي. منذ فترةٍ قصيرة زرتُ موقعًا إلكترونيًا يُعنى بالكتب الإلكترونية ووجدتُ الكثير منها، والكثير من القراء، فحسدتهم! كم هم محظوظون! ثم فكّرتُ وفكّرت، وخلصتُ إلى أنني لا بد وأن أستغلّ هذا العلم، فرفضتُ أن أنصاع إلى العادة وقررتُ مواكبة العالم..وقرأتُ كتابًا إلكترونيًا (رغم أني لم أقرؤه كاملا لسببٍ سأشرحه لاحقًا).

ومن حُسن حظي أن كانت بدايتي (الإلكترونية) مع كتابٍ رائع رائع رائع. أتحدث عن الكتاب الشهير جدًا (هذي هي الأغلال) للمفكر السعودي المثير للجدل الراحل (عبدالله القصيمي). هذا الكاتب الذي حيّر المفكرين العرب والمستشرقين بتحوّله من الفكر الإسلامي الوهابي (الأصولي) إلى الإلحاد. ويعتبر البعض أن كتاب (هذي هي الأغلال) بداية التحول، رغم أن الكاتب لم يبدأ بمرحلة الإلحاد-إن كان ذلك صحيحا- بعد.

ينطلق (عبدالله القصيمي) في كتابه هذا من حُرقةٍ فكرية وأسى من مآل العرب والمسلمين، وتأخرهم عن العالم المتقدم المتحضر. بحث (القصيمي) في أسباب هذا التأخر والجمود الفكري والحضاري الذي طال أمده، فقدّم إلينا هذا الكتاب الرائع، الذي يبيّن فيه الأغلال التي أعاقت ومازالت تعيق تقدّم المسلمين. ومن أهم الأغلال التي بيّنها القصيمي ما يلي:
1-الكفر بقدرة الإنسان
2- الوهم بأن العلم حجاب وأن الجهل طريق الجنة
3- تحريم تعليم المرأة ومشاركتها في الإنتاج الحضاري
4- امتداح الفقر والجوع والزهد في الدنيا
5- الجهل بنواميس الحياة
6- الخطأ في فهم معنى التوكل
7- كيفية فهم الأسباب
8- امتداح الماضي والكفر بالحاضر والمستقبل

يرى (القصيمي) أن التديّن الخاطئ والفهم المغلوط لسنة الحياة والكفر بقدرات الإنسان والاتباع الأعمى للشيوخ الجهلاء جعلت المسلمين في معزلٍ عن التقدم والعلم. لا يدعو الكاتب إلى أي كفرٍ أو إلحادٍ أو نبذ تعاليم دينية، بل يرشد القارئ إلى الفهم الصحيح للدين، والإيمان القويّ المسنود بالعلم.

تعيب كتابات (القصيمي) كثرة الإعادة والتطويل (وهذا ما جعلني أتجاهل الكثير جدًا من صفحات الكتاب)، إلا أن الكتاب - في رأيي- من أروع ما كُتب في أسباب تأخر العالم الإسلامي. هو دعوة للعقول المتفتحة كي ترى النور.
أتمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل عربي ومسلم!

ملحوظة: أرجو ألا يُفهم من هذا الموضوع أنني أتفق مع أفكار القصيمي كلها !
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.