21 نوفمبر 2009

قراءاتكم: مجموعة "الذاكرة ممتلئة تقريبا" (قراءة محمد سعيد العدوي)

قراءاتكم: مجموعة "الذاكرة ممتلئة تقريبا" (قراءة محمد سعيد العدوي)



نبذة عن الكتاب :

ـ عنوان الكتاب : الذاكرة ممتلئة تقريبًا .
ـ المؤلف : مازن حبيب
ـ جنسية المؤلف : عُماني .
ـ نوع الكتاب : قصص
ـ سنة الطبع والطبعة : الطبعة الأولى، 2007م.
ـ دار النشر : منشورات وزارة التراث والثقافة .


• نبذة عن المؤلف :
ـ اضغط على رابط موقع المؤلف الإلكتروني وتصفح تفاصيل أكثر .
http://www.mazinhabib.info/

• نبذة عن الكتاب :
ـ عدد الصفحات : 105 صفحة من نوع A5.
ـ الغلاف : ملون .
ـ المحتوى : أبيض وأسود .
ـ أشياء أخرى : الغلاف من تصميم بدور الريامي .
لوحة الغلاف لـ عبدالله الحنيني .
الإشراف الفني : عبدالباسط المعمري .
ـ لتحميل النسخة الإلكترونية من المجموعة : www.mazinhabib.info/0.htm

• عرض المحتوى :

بينما كنت أتصفح مدونة "أكثر من حياة" للأستاذ أحمد حسن المعيني، وجدت موضوعًا للكاتب العماني مازن حبيب، حمل يومها عنوان "ترشيحاتهم" تجدونه على الرابط الأتي :
http://morethan1life.blogspot.com/2009/10/blog-post_4914.html

عندما نقرت على وصلة موقع الكاتب العُماني مازن حبيب وجدت مجموعة قصصية لم أقرأها، على الرغم من أنني أخذت على نفسي عهداً بقراءة جميع المجموعات القصصية العمانية، لهذا سارعت بتحميل النسخة الإلكترونية للمجموعة التي حملت عنوان "الذاكرة ممتلئة تقريبًا".

لأول مرة أقرأ مجموعة قصصية وأشعر أن الكاتب يكتب قصصي التي كنت أعيشها أنا وزملائي في الحارة، وعندما أخبرتُ زملائي بهذه المجموعة كان لديهم الشعور نفسه عندما انتهى كل واحد منهم من قراءة هذه المجموعة الأكثر من شيقة .

بداية من تلك القصة التي تعود بنا إلى ذاكرة المدرسة، والمدير الذي يقف في طابور الصباح ليعلن عن تفتيش الطلاب لأظافرهم وشعرهم الطويل، ومن يخالف الأوامر يتم استدعاء ولي أمره، كم أنت رائع يا مازن .

خمس دقائق لا أكثر هي رحلة أخرى مع القصة الثانية في المجموعة، ستجد في هذه القصة فلسفة أخرى تختلف عن ما جاءت عليه القصة الأولى، ولا أخفيكم الأمر أن مثل هذه القصة الفلسفية تجد إعجابًا كثيراً من الجنس الناعم، فما أن عرضت المجموعة على بعض زملائي وزميلاتي في الجامعة حتى وجدت أن الشباب أعجبوا بقصة "الكابتن حمدان" والطالبات ذهبت لقصة "تأهب الدقائق".

ـ لماذا أعجب الشباب بقصة "الكابتن حمدان" ؟!
عندما كنت أقرأ المجموعة، توقفت عند عنوان "الكابتن حمدان" قلت في نفسي أن هذه القصة ستعود بالذاكرة إلى مسلسل الكرتون "الكابتن ماجد" ولكن الكابتن "مازن حبيب" عاد بنا إلى مكان أكبر من ذلك، إنه الملعب الترابي وسط الحارة ذات البيوت الطينية، كانت هذه القصة ملحمة رائعة جسدت معنى واقعيًا ممتزجًا بشحنات عاطفية لا حدود لها، ولا تخلو القصة من قسوة المجتمع التي أسقطها الكابتن مازن حبيب على رأس الكابتن "حمدان" .

على ما يبدو أن قصة "الكابتن حمدان" أخذت الكثير من وقتي ونالت على إعجابي مما دفعني أن أنسى ذكر القصة الأكثر جمالاً والتي حمل عنوانها عنوان المجموعة القصصية، وهي "الذاكرة ممتلئة تقريبًا"، والتي ستجدون فيها متعة في قراءتها لأنها تحمل أبعادًا يحبها الشباب مثل الرماية بالسلاح، ومراكز الشرطة، والمستشفى، وكأننا في حضرة قصة بوليسية بنكهة "الحارة" ذات البيوت الطينية، وليس من كتبها "أجاثا كريستي" بل كتبها لنا هذه المرة "مازن حبيب" .

لن تتوقف وأنت تقرأ هذه المجموعة أبداً، فما أن تمسح دموعك على "الكابتن حمدان" حتى تبتسم في مقهى "مازن حبيب" وتحتسي معه فنجانًا من القهوة التركية أو العربية كما يحلو للنادل الذي لا يتذكر أو يتناسى أسماء زبائنه .

نعود من جديد لبعض الفلسفة في قصة قالت عنها بعض الأخوات المهووسة بالأفلام الهندية "هذي أحلى قصة"، ستجد في قصة "إنديا ليست من الهند"، الكثير من أدوات الرومانسية ومنها "الثلج، المطر، بطاقات العيد، الحلويات" يستخدمها مازن في حركة منظمة لتخرج لنا في قصة طويلة بعض الشيء ولكنها جميلة ورائعة، وأجمل من "الأفلام الهندية" بكثير لأنها تختلف عنها شكلاً ومضمونًا.

ومن "توسان أرزونا" يسرق مازن حبيب البرتقال من مزرعة كبيرة، كما تبدأ القصة بحدث يشبه ما حدث لسيدنا يوسف مع السيدة "زليخا" إلا أن في قصة البرتقال يأخذ منعطفًا أخر، تذكرت هنا ما كان يجري معنا عندما كنا نسرق ثمار المانجو "الأمبا" من مزارع الحارة، ولكن مازن لا يسرق إلا البرتقال وبآلية محترفة في قصة هي الأخرى رائعة من روائع "الذاكرة ممتلئة تقريبًا".

عندما تسافر في المرة القادمة يا "مازن حبيب" فلا تنسَ أن تأخذ معك مجموعة من "السنتات"، لتدفع عند الإحراج عند شراء ( الجريدة )... في هذه القصة يحكي لنا مازن موقفًا من المواقف التي قد يتعرض لها المسافر، ولا تخلو القصة من عمق اجتماعي كبير، كما أنها لم تخلُ من الفكاهة .

ذكرتني قصة "الخائنة" بتلك الوعود التي نسمعها من بنات العمْ التي تكبرنا بعشرات السنين، كانت كل واحدة من بنات العائلة تقول : ( روح و اشتري لي عصير من الدكان يا حبيبي، ويوم تكبر أتزوجك ... )، كنا نصدق ذلك ونذهب بسرعة إلى دكان الحارة لنشتري لبنت العم ما تريد، وعندما تأتي من الجامعة كانت تأتي بحلويات كثيرة ومتنوعة تفرقها علينا وتقول هذه لك يا زوجي، وكنت يومها في الصف الثالث الابتدائي... تزوجت بنات العم جميعهن الواحدة تلو الأخرى، ومازلت أنا (عزوبي)، كم أنت رائع يا مازن بهذه الإسقاطات التي أتيت بها من الماضي البعيد وأسقطتها على الحاضر الذي نعيشه بشكل أنيق وجميل .
وتأتي قصة "سعود" صفعة في وجه كل مراهق يحاول الاقتراب من لفافة الدخان التي مازالت تتلاشى في الجو راسمة وجه "سعود" الذي كانت نهايته سوداوية ومقززة .

وستأتي قصص هذه المجموعة ممتزجة بين الرومانسية، والقضايا الاجتماعية، بداية من البريمي، ومروراً بتكساس، وعودة إلى مسقط.

لا أنصحكم بقراءة هذه المجموعة؛ بل أقولها لكم كما قلتها من قبل لزملائي في الجامعة "هذه مجموعة لمازن حبيب أريدكم أن تلتهموها مرة واحدة، ومن ثمَ عليكم بمضغها كما تمضغون اللبان"، فمنذ أن حصلت على النسخة الإلكترونية لهذه المجموعة وأنا أمضغ فيها قراءة، ما أن أنتهي حتى أعود من جديد، وخاصة قصة "الكابتن حمدان" التي قرأتها لأكثر من خمس مرات، ومازلت أقرأها إلى الآن.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

زوّان السبتي يقول...

قراءة رائعة يا محمد العدوي... نجحت في نقل العدوى!

أجبرتني على قراءة المجموعة ...

و بالفعل أنهيتها في أقل من ساعتين!

جاءت المجموعة في أسلوب سردي رائع .. و تنقل سلس عبر الزمن في كل قصة وتصوير رائع...

هل تراني أستطيع أن أقول أنها كتابة سينيمائية بمؤثرات صوتية وضوئية! هذا ما شعرت به و أنا أقرأ أحداث القصص التي جاءت في فن بدا لي كالمذكرات إن صح الوصف...

سأعلق بجملة واحدة على كل قصة:

- رحلة القملة: ذكرتني بـ (إسمي أحمر)
- تأهب الدقائق - غامضة جدا حملت لي الكثير من الرسائل خصوصا لدغة عقرب الساعة القاتلة! (لا تؤجل الفرح) (لا أهمية للتواريخ المميزة) (أخبرهم بحبك الآن)

- الذاكرة ممتلئة تقريبا - يااااه .. أترانا جميعا نتذكر بعض الوجوه و لا ننساها .. هذه القص استحقت بالفعل ان تحمل إسم المجموعة . .جاءت مخيفة!

- الكابتن حمدان .. بالفعل مبكية .. لا بد أن تقرأها لتعرف أن حمدان بكى 3 مرات في حياته ..

-حدث في المقهى (فيلم قصير مليء بالصور) أستطيع أن أقول أنه وعي مفاجئ ببعض التفاصيل التي لم تكن تعني شخصية القصة

- إنديا ليست من الهند .. مضحكة!

-جامع البرتقال ,,, فعلا ... يامازن من الجيد أن لا ينتبه الشخص أحيانا للتفاصيل أو يحاول فهمها جيدا لأن النتائج قد تكون وخيمة

- المسافر ... :)بطولتين مقابل صفر

- الخائنة .. فعلا جاءت اللغة طفولية و حبّوبة! مالها حق كان لازم تنتظر.

سعّود ............. يعني .. مش اوي :)

الوحيد .. تغري بالتسكع .. تصوير جميل لمشاهد المتسكع ... خصوصا لمن يهوى بعض التفاصيل الغريبة هنا وهناك

- الشارع الطويل ... هل توقفت عن الجري؟


رائع يامازن ... رائع!
ندمت لأني لما أقرأ المجموة من قبل .. استمتعت بها كثيرًا ..

تحياتي،،
زوّان السبتي

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.