22 ديسمبر 2009

قراءات: كتاب "حقوق الإنسان في الوطن العربي" لـ(حسين جميل)

قراءات: كتاب "حقوق الإنسان في الوطن العربي" لـ(حسين جميل)

محاولة مني لتطبيق منهج القراءة المركزة، وبعد قراءة كتاب "الديمقراطية وحقوق الإنسان" شرعتُ في قراءة هذا الكتاب "حقوق الإنسان في الوطن العربي" لـ(حسين جميل)، وهو صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1986 وفي الطبعة الثانية عام 2001، وهو الكتاب الأول في سلسلة الثقافة القومية. يقع الكتاب في 178 صفحة من القطع الصغير (حجم الجيب) ويحتوي على 6 فصول وخاتمة.

ربما كان من الأفضل أن أبدأ بهذا الكتاب قبل "الديمقراطية وحقوق الإنسان" لأنه عبارة عن مقدمة مبسطة في هذا المجال، في حين أن الكتاب الآخر تحليلي فكري. في الفصل الأول يناقش حسين جميل ما تم عالميًا في مجال حقوق الإنسان، ويعرض أهم محاور إعلان الاستقلال الأمريكي وإعلان حقوق الإنسان والمواطن في فرنسا إلى جانب خطوات هامة أخرى عبر التاريخ. أما الفصل الثاني فيستعرض الخطوات المعاصرة والاتفاقيات والإعلانات العالمية والتوصيات الدولية في حقوق الإنسان. أما الفصل الثالث فيخصصه حسين جميل للحديث عن الديمقراطية ومعناها وشروطها، ثم يبين في الفصل الرابع ما الذي يحدث في غياب الديمقراطية. ولربط الموضوع أكثر بالوطن العربي يتخصص الفصل الخامس في عرض الشكاوى العامة في البلاد العربية من غياب الديمقراطية. أما الفصل الأخير فهو برأيي أفضل الفصول وأكثرها فائدة، حيث يناقش حسين جميل أنواع الأنظمة الديمقراطية والفروق بينها ثم يتحدث عن مقومات الدولة القانونية والضمانات الكفيلة بحفظ حقوق الإنسان، ومفهوم الدستور.

يبدو لي أن هذا الكتاب مبسط جدًا ويتوجه إلى الناشئة أكثر من غيرهم، فأغلب الكلام يبدو وكأنه كلام صحف اعتدنا عليه، إلا أنه لا يخلو من أهمية لتثبيت المعرفة بالحقوق العامة التي يجب أن يتمتع بها الإنسان لحفظ كرامته وإنسانيته. وأكرر بأن الفصل الأخير ممتاز وواضح في التفريق بين النظام الرئاسي والبرلماني وصلاحيات مجلس النواب والرئيس والسلطة القضائية، الخ. هذا وحاول حسين جميل أن يكون دبلوماسيا جدًا فلم يذكر بلادا عربية بعينها ولم يتطرق إلى أوضاع ما في بلد عربي في وقت معين، بل عمد إلى الحديث العام، وفي أحيان كان يشير إلى حوادث تاريخية عربية محددة ولكن دون ذكر البلد أو الشخصية.

مع ذلك لا اقول بأن الكتاب سيء، فهو يحقق هدفه ويجيد التوجه إلى الشريحة المقصودة، وهي طلاب الجامعات والناشئة كما جاء في المقدمة. لذا فإنني أنصح بأن يُقدم هذا الكتاب لهذه الفئة كي يكون مقدمة لهم ليفهموا حقوق الإنسان وتطورها.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.