10 يوليو 2010

مبادرات: مشروع "التحدي الأكبر للقراءة" للمكفوفين في الأردن


أقامت وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية مشروعًا جميلا اسمه "التحدي الكبير للقراءة" والذي استهدف الأطفال المكفوفين لإعطائهم حقهم في القراءة.

وإليكم الخبر كما ورد في جريدة "الرأي" الأردنية:

أطفال كفيفون يقرأون قصصا باللغة الإنجليزية في التحدي الأكبر للقراءة

عمان - طارق الحميدي - على الرغم من فقدانهم لنعمة البصر إلا أن نعمة البصيرة والروح العالية التي من الله عليهم بها دفعتهم إلى الاجتهاد وخلقت بداخلهم روح المبادرة التي يفتقد لها الكثير من المبصرين.

أطفال كفيفون من شتى مناطق المملكة شاركوا في مشروع التحدي الكبير للقراءة الذي نظمته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مركز زها الثقافي و المجلس الثقافي البريطاني لينهوا المشروع بنجاح بعد أن طالعوا مجموعة من القصص وفرهالهم المشروع على طريقة البريل وباللغة الإنجليزية.

وسرد الأطفال المشاركون في المشروع فرحتهم يوم حفل التكريم الذي رعاه سمو الأمير رعد بن زيد, كما شاركوا "الرأي" أحلامهم وأمنياتهم حيث اتفقوا على أهمية أن يعي المجتمع حقيقة قدراتهم وأن لا ينظر لهم أحد نظرة شفقة أو عطف وأنهم أشخاص قادرون على العطاء وليسوا عالة على أحد .

"نحن نستطيع أن نقدم الكثير لوطننا ولدينا القدرات والإمكانيات ولكننا بحاجة إلى فرصة حقيقية وليس إلى نظرة شفقة أو عطف من أحد"،هكذا بدأت منار حسن طالبة مدرسة المكفوفين الثانوية المختطله كلامها مضيفة " لقد تعلمت الكثير من هذا المشروع إنها المرة الأولى التي تتوفر لنا قصص بطريقة البريل لقراءتها أنا شاكرة لجميع الذين قدموا لنا هذه القصص".
وأضافت الطفلة التي تبلغ (15) عاما أنها استمتعت بقراءة القصص الست وتمنت أن تتوفر هذه القصص دائما في مكتبة المدرسة أو حتى مكتبات تتيح لها ولزميلاتها القراءة.
ولم تخف الطفلة انزعاجها جراء النظرة للمكفوفين والتي اعتبرتها التحدي الأكبر وقالت " لا أحب أن ينظر لنا أحد نظرة شفقة نحن قادرون على إنجاز الكثير من الأمور ونستحق فرصة متساوية مع الآخرين".

أما صديقتها سارة (14) عاما فإنها تحلم أن تصبح إعلامية حين تكبر حتى تسلط الضوء على مشاكل وهموم المكفوفين في الأردن وأن تجد لهذه المشاكل الحلول المناسبة.
وتقول "لا أحب أن يتعاطف معنا أحد و لا أريد أن ينظر لنا الآخرون نظرة شفقة أو عطف وأتمنى من الجميع أن يعرف حقيقة قدراتنا وأننا نستطيع العمل والإنتاج ونمتلك الكثير من الطاقات والقدرات".

وأيدها زميلها عمر عماد العجيمي طالب في مدرسة المكفوفين والذي لم يتجاوز عمره الـ(16) عاما, مبينا أنه استفاد كثيرا من المشروع من خلال تطوير مهاراته باللغة الإنجليزية.
وقال أنه استطاع أن يعرف الكثير عن قضية الاحتباس الحراري بعد أن قرأ عنها في القصص التي قام بمطالعتها وبين أنه سيسعى بكل ما يستطيع من أجل أن يوقف الممارسات السلبية التي تزيد من هذه الظاهرة.

وتشابهت أمنيات العجيمي مع زملائه حيث تمنى أن تتوفر القصص على طريقة البريل في كل مكان وقال أنه يعاني كثيرا حتى يحصل على كتاب أو قصة بطريقة البريل.
فيما تحلم ملاك جمال طالبة أخرى شاركت في المشروع بأن تتعلم اللغة الإنجليزية وقالت أنها لن تتوقف عن تعلم اللغة الإنجليزية إذا ما سنحت لها الفرصة.

وشارك 1896 طالبا وطالبه من مدارس وزارة التربية والتعليم والانوروا وتم تكريم 120 طالبا منهم 43 طالبا مكفوفا و مكفوفا جزئيا بالإضافة لتكريم مجموعة من المعلمين المشاركين في المشروع الذي أقيم بدعم من تكية أم علي ووزارة الثقافة.

ومن جانبه قال سمو الأمير رعد بن زيد أن الجميع بعمل برؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المتمثلة في إيجاد مجتمع يتمتع فيه الأشخاص ذوي الإعاقات بحياة كريمة مستدامة تحقق لهم مشاركة فاعلة قائمة على تكافؤ الفرص.

وأشار سموه أنه وحرصا من المجلس لدعم الأطفال ذوي الإعاقات فإنه قام بتنفيذ برنامج يهدف إلى دمج الطلبة ذوي الإعاقات في مدارس التعليم العام ويتضمن إعادة تأهيل (15) مدرسة لتسهيل وصول الأطفال ذوي الإعاقات إلى مرافقها.

وبين سموه أن رعاية الأشخاص ذوي الإعاقات إحدى أولويات الدول المتحضره وأن الاهتمام بهم ينبع من خلال حقهم في الحياة الكريمة وأنه يعد أهم المقاييس التي تقاس بها تقدم وتطور المجتمع.

ويهدف المشروع إلى تشجيع الأطفال على القراءة حيث اختار للعام الحالي قصص الأدب الإنجليزي مركزا على مواضيع الخيال العلمي والأساطير ويستمر الطالب خلال عام بقراءة مجموعة من القصص ضمن برنامج محدد ليتم في نهاية العام تكريم الطلبة المشاركين ومنحهم شهادات وجوائز تقديريه.

ومن جانبه أشار وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران أن الطلبة تغمرهم السعادة بعد أن توجت جهودهم بالنجاح اليوم مبينا أن الوزارة ستسعى إلى استمرار البرنامج من أجل تأسيس نواة للقراءة والمطالعة تشمل كافة أبناء المجتمع.

وقال مارك جيسيل مدير المجلس الثقافي البريطاني " نأمل من خلال هذا المشروع أن نصل إلى أن تكون القراءة باللغة الإنجليزية هي أداة حوار بين الثقافات".


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

غير معرف يقول...

أتمنى رؤية هذا المشروع في السلطنة وفي كل بلاد عربية
فالعمى ليس عائقا وطه حسين لديه الدليل .

وئام يقول...

القراءة هي حق لكل شخص... وكل الإحترام للجهود التي تبذل من أجل تحقيق ذلك.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.