26 ديسمبر 2010

إصدارات: كتاب "تطور الشعر العربي في العصر الحديث"


(المصدر: وكالة أنباء الشعر العربي، 22 ديسمبر 2010)

تطور الشعر العربي في العصر الحديث.. كتاب جديد للدكتور عبدالله سرور

وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ولاء عبدالله

صدر في الإسكندرية الجزء الأول من كتاب "تطور الشعر العربي في العصر الحديث" للناقد د.عبدالله سرور الأستاذ بجامعة الإسكندرية ، الكتاب يقع في 236 صفحة من القطع الكبير، يتحدث الكتاب عن الظواهر الفنية للشعر، وملامحها وتطورها في كل مرحلة، بدءً من مرحلة الجمود في فترة ما قبل البعث الشعري الحديث.

ويشير د. سرور في مقدمة الكتاب الجمود الشعري قبل النهضة الحديثة غير منفصل عن التيار العام لحركة الحياة بكل جوانبها آنذاك، بل كان جزءا من جمود عام ران على عقل الأمة ووجدانها، وهو ما أدى بالشعر للاتجاه إلى الأغراض التافهة بعيدا عن تصوير النفس أو المجتمع، وذهب الشعراء إلى كتابة المقطعات والألغاز والأحاجي ، والميل إلى المبالغات المقيتة ، والتشبيهات المكررة ، والألاعيب اللفظية ، والحلىّ البديعية ، مما يؤكد التصنع وسيطرة العقل على الإبداع ، وذلك ظنا من الشعراء أن الشعر صناعة لفظية . فضلا عما شاع فى الشعـر آنذاك من ضعف اللغة وكثرة الأخطاء ، وشيوع الألفاظ العامية والأجنبية.

ويضيف أن الشعر العربي بدأ ينتقل إلى طور جديد ابتعد فيه عن التكلف المقيت والتصنع الثقيل ، وإقترب من صدق الفطرة وسلامة اللغة واحتذاء النماذج الشعرية القديمة، وذلك مع تطور حركة الحياة المنطلقة إلى الأمام، وانتشار التعليم، وظهور إنتاج المطابع، وإطلاع الناس على تراثهم المشرق، واتصالهم بالثقافات الأجنبية.

ويشير إلى محمود سامي البارودي الذي جاء في طليعة الشعراء الذين بعثوا الشعر العربى من مرقده ، ونفضوا عنه غبار الجمود والتأخر ، فلقد ساروا ـ أولا ـ على نهج القصيدة العربية القديمة ، فوقفوا على الأطلال ، وبكوا واستبكوا ، ومدحوا ورثوا ، وتغزلوا بالمحبوبة جريا على عادة القدماء ، وتعددت لديهم الأغراض داخل القصيدة الواحدة ، وحافظوا على الشكل التقليدى القديم، وقد أطلق البارودى الشعر العربى من قيوده ونفض عنه غبار الإسفاف، وهو ما جعله زعيم جيله وطليعة معاصريه .

وظهر الإتجاه المحافظ المجدد ليدفع الدماء الجديدة فى شرايين الشعر العربى ، ويحافظ على القيم الفنية للشعر، ويضيف إليه جديدا، فحافظت القصيدة العربية فى كافة عناصر الشكل والبناء على العناصر التقليدية المتوارثة. إلا أن هؤلاء الشعراء استطاعوا أن يشقوا لأنفسهم طرقا جديدة كانت قادرة على التعبير عن الشاعر وعصره ، وبذلك أضافوا جديدا إلى الشعر العربي في معانيه وألفاظه وصوره ، بل فتحوا أبوابا ومجالات جديدة لم يعرفها فن العربية الأول من قبل مثل الملاحم والشعر التمثيلي.

ولقد أفلح الإتجاه المحافظ المجدد فى أن يسيطر على الذوق الأدبى فترة طويلة من الزمان بأن أشبع الذائقة العربية بفضل عديد من الخصائص المميزة، منها : جزالة اللفظة ومتانة العبارة ، وقوة التركيب وفخامة القصيد ، والإحتفال بموسيقى اللغة والوزن الشعرى والقافية ، وقرب الخيال والبعد عن التركيب والإلتواء فى الألفاظ والأساليب والصور ، وإيمان الشعراء بالوظيفة الإجتماعية للشعر والدور الإجتماعي للشاعر الذى كان عليه أن يتبنى قضايا المجتمع ، وأن يُحمّس أمته ويوقد جذوة الوطنية والأمانى القومية فيها ، وأن يوقع على قيثارته هموم الناس وأشجانهم كما ينسج آمالهم وأحلامهم ، فيتمثل دائما قول شوقى :

كان شعرى الغـناء فى فرح الشرق وكان العـزاء فى أحـزانه

ويقع الكتاب في سبعة فصول يناقش فيها الفصل الأول مرحلة الجمود،متطرقا لكل ما يخصها بدء من واقع المجتمع وتأثيره وانتهاءً بأعلام مرحلة الجمود ومنهم"وردة اليازجي، الشيخ محمد الهلالي، عائشة التيمورية، ويتناول الفصل الثاني بعث الشعر العربي الحديث وكان من أهم رموزه البارودي، وفي الفصل الثالث يمتد الطرح للاتجاه المحافظ المجدد والذي من أهم أعلامه" أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، شكيب أرسلان، أحمد محرم، علي الجارم"، وفي الفصل الرابع يتحدث عن الاتجاه الرومانسي في الشعركأمثال "إبراهيم ناجي،خليل مطران،عباس العقاد، ابراهيم المازني،عبدالرحمن شكري، أحمد ذكي أبو شادي، ، وبعدها الاتجاه الواقعي وتحولاته في الفصل الخامس ويتناول الفصل السادس شعر المهجر، والسابع والأخير يأتي بعنوان "بدايات وتحولات".

يذكر أن دكتور عـبـد الله ســرور أستاذ النقد والأدب الحديث المتفرغ بكلية التربية جامعة الإسكندرية له عدد كبير من الكتب والدراسات المنشورة منها" خليل شيبوب رائد التجديد الشعري، اتجاهات الشعر السكندرى فى النصف الأول من القرن العشرين، الشعر السكندرى المعاصر، الشعر العربي الحديث، تاريخ الشعر العربى، دراسات أدبية فى الشعر السكندري، الشعر العربى فى الخليج، دراسات فى الشعر السعودى ( بالاشتراك مع الدكتور عباس عجلان) ، النقد الأدبي، النقد الأدبي الحديث، النقد الأدبي عند العرب 0 ( بالاشتراك مع الدكتور صلاح عبد الحافظ)… وغيرها من الإصدارات التي تتجاوز 35 إصدار متخصصة في أغلبها في الشعر العربي.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.