22 مايو 2011

كتب تجمعنا: حول رواية "الأشياء ليست في أماكنها" (قراءة: عالية عبدالغني)




مع كتاب جديد في حملة "كتب تجمعنا"، وهذه المرة قراءة في أحد الكتب العمانية قدّمتها القارئة (عالية عبدالغني) من الكويت، ونُشرت القراءة أولا في مدوّنة "مكتبتي" الشريكة معنا في المبادرة. والكتاب هو رواية "الأشياء ليست في أماكنها" للكاتبة العمانية (هدى الجهوري).


لأول مرة أقرأ لكاتبة عمانية وأتعرف على الحياة العمانية ولو من خلال رواية ; لأنها تعطي فكرة عامة عن طبيعة الشخصيات العمانية التي يندر أن نحتك بها أو أن نلتقي بها بعكس الجنسيات الخليجية الأخري التي نحتك بها كثيراً مثل السعوديين والإماراتيين والبحرينيين والقطريين ، إلا أني أجد الحياة في القدم بين الخليجيين متشابهه كثيراً من ناحية العادات والتقاليد خاصةً بما يخص المرأة وهذا ما تعرفت عليه عن قرب من خلال الرواية .

الرواية جميلة وأسلوب الكاتبة سلس وجميل وغير معقد والرواية فيها نوع من الغموض البسيط الذي يشد القارئ ولكن لا يعقده ولأنني امرأه فاعتقد أنه شدني محاولة الكاتبة لتلمس مشاعر المرأة وأحاسيسها من كل جانب أيا كانت مثل أم منى القلقة دائماً على ابنتها من أن تنحرف أو تفقد شرفها فظلت تراقب كل حركاتها وسكناتها ، ومنى التي أثر على شخصيتها تشدد أمها معها فأخذت تهرب من الواقع الذي تعيش فيه ولا تجد نفسها فيه إلى تخيل نفسها تتحاور مع شخصيات وهمية وذلك في صغرها مثل الأقزام الذين تتخيل أنهم حقيقيون ويحدثونها وتحدثهم أو حازم الذي خلقته بمخيلتها وجعلت منه حبيبا تتعلق به وتتمنى الهروب معه من حياتها الزوجية وهو غير موجود أصلا .

وشخصية أمل التي انحرفت وحاولت جهدها أن تتحرر من قيود مجتمعها فضاعت مع حياة المدينة التي سرقت منها كل ما له علاقة بعائلتها ودينها وحيائها فأصبحت تعيش على هامش الحياة .
أظن الكاتبة حاولت أن توصل لنا فكرة عن قسوة تقاليد المجتمع وعاداته وتسلطه الشديد على المرأه ليحفظها من الانحراف وأن تظل عفيفة إلى يوم زواجها قد يكون له أثر عكسي على المرأة لذلك نجد أم منى قلقة دائماً على ابنتها مما أثر سلبا على حياة ابنتها وأيضا أمل التي هربت من واقعها الأليم إلى القراءة التي بدل أن ترتقي بها وتوسع مداركها إلى الأفضل إلا أنها جعلت من القراءة وسيلة لتعلم وسائل الانحراف فتفتح ذهنها إلى ما فيه الشر لها .

الجميل أنني لم أتوقع هذه النهاية في الرواية ولم أتوقع أن منى كانت تعيش حياة من صنع خيالها نتيجة لما عانته من طفولتها مع أمها وقسوتها عليها ، فباعتقادي أن الكاتب الناجح هو الذي يجعل القارئ يجهل خاتمة الرواية إلى إن يصل للصفحة الأخيرة من الرواية وهذا ما استطاعت الكاتبة أن تفعله معي في هذه الرواية .

شكراً عزيزتي مي [صاحبة مدوّنة مكتبتي] على هذه الرواية الجميلة وأن أعطيتني الفرصة لأشارك معك في هذا المشروع الرائد الجميل .
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

هدى الجهوري يقول...

أولا شكرا جزيلا لحملة "كتب تجمعنا"، التي ساهمت في إيصال كتبنا إلى دول مجاورة.
فلدينا مشكلة كبيرة للغاية تتعلق بتوزيع الإصدار..
القارئ العماني يعاني أيضا، وليس لديه من فرص يستثمرها لاقتناء الكتب إلا معرض الكتاب.. فما بالنا بوصول كتبنا إلى خارج عُمان.
***

الأخت العزيزة عالية عبدالغني..شكرا لهذه الالتفاتة، ولهذه الإشارات، وإلى رأيك في العمل ..

سعدتُ بصدق بالاطلاع على وجهة نظرك في الرواية

هدى حمد الجهوري

غير معرف يقول...

الاشياء ليست في مكانها...... قصة جميلة وانا اقرأها احس بواقيعيتها في حياتنا..... برز قدرة الكاتبة على مدى الاندماج في كل شعور وهي تكتب شخصياتها...

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.