06 أغسطس 2011

إصدارات: كتاب يحوي 105 قصص من موقع القصة العربية





(المصدر: ميدل إيست أونلاين، 5 أغسطس 2011)

المليحان يختار 105 قصص قصيرة من موقعه الإلكتروني لنشرها ورقيا


المجموعة القصصية تعكس صورة عامة عن واقع القصة القصيرة الراهن في الوطن العربي، حيث يمكن للدارس أن يتعرف على ما طرأ على هذا الفن من تحولات.


القاهرة ـ يأتي كتاب "قصص عربية" لأعضاء موقع القصة العربية الالكتروني، في سياق المشروع الثقافي الذي يتبناه مؤسس شبكة القصة العربية وصاحبها الأديب جبير المليحان، فبعد كتاب "قصص من السعودية"، تصدر الشبكة كتابها الثاني "قصص عربية"، وهو كتاب أقرب إلى الأنطولوجيا، بل يمكن اعتباره نوعاً خاصاً من الأنطولوجيا.

يضم الكتاب قصصاً لعدد كبير من كتاب القصة في الوطن العربي من أعضاء موقع القصة العربية الالكتروني، وترك للكتّاب المشاركين أن يختار كل منهم قصة واحدة من قصصه المنشورة في الموقع، فجاءت هذه المجموعة القصصية لتعكس صورة عامة عن واقع فن القصة القصيرة الراهن في العديد من أقطار الوطن العربي، حيث يمكن للدارس أن يتعرف، وعلى نحو جليّ، ما طرأ على هذا الفن من تحولات في الشكل الفنيّ، إذ يغلب على هذه التجارب ـ بغض النظر عن مستوياتها الفنية المتفاوتة ـ نزوعها الواضح إلى التمرد على العناصر الفنية التقليدية للقصة القصيرة، إلى درجة تتداخل معها فنون التعبير الأدبية، فبعض النصوص القصصية تنحو للشعرية، وبعضها الآخر يمتزج بالمقالة أو الخاطرة، في حين يغامر بعض الكتاب بالمزج بين هذه الفنون جميعاً، دون أن نغفل بالطبع التزام عدد من الكتاب بالعناصر الفنية التقليدية للقصة القصيرة.

على مستوى المضامين والرؤى، يصعب تفصيل الحديث فيها، فالموضوعات كثيرة، والرؤى متباينة، لكنها في المجمل لا تخرج عن القضايا الأدبية الإنسانية المألوفة، مثل موضوعة الفقر، والفساد، وقضايا المرأة، والهموم الفردية، المعيشية منها والوجودية، وغير ذلك من الموضوعات، لكن الملاحظ أنها جميعاً تتصل بالجدل المستمر حول الهوية الحضارية لهذه الأمة، حيث صراع التراث والحداثة، وكشف الهوة بين الكثير من القيم الاجتماعية الموروثة وقيم العصر، مثيرة بذلك أسئلة مهمة حول الثابت والمتغير في ثقافات الشعوب وقيمها، معبرة عن الرغبة الشديدة في التغيير على المستويات الاجتماعية والسياسية والحضارية.

وبالمختصر يمكن للقارئ أن يجد في هذا الكتاب كثيراً من نبض الإنسان العربي، كما يمكن للدارس أن يضع إصبعه على الهموم الجمعية في الوطن العربي، وعلى رأس هذه الهموم ما يتصل بالواقع السياسي، حيث كل تطور مرهون بهذا الواقع، فالنظم السياسية العربية هي المعيق الأكبر لقضايا التنمية، وهي الجدار الحائل دون الوصول إلى قيم الحرية والعدالة والمساواة بين الأفراد.

إن أهمية هذا الكتاب تكمن في اعتباره وثيقة دالة على ما يعتمل في قلوب أبناء الوطن العربي وعقولهم من رفض للرداءة وللبؤس، ومن تطلع إلى غد أفضل وأجمل.

غير أنه لا بد من الاعتراف بوجود ضعف فني عام في عدد لا بأس به من النصوص التي لا يدعي أصحابها أنهم بلغوا غايتهم من النضج الفني، فكثيرون منهم ما زالوا يخطون خطواتهم الأولى في طريق هذا الفن الصعب، ولكن الأمل قائم بالطبع في أن يخرج من بينهم قاصون مميزون يسهمون في تجويد فن القصة القصيرة، ويفتحون فيه آفاقاً جديدة.

جاء الكتاب في 468 صفحة من القطع المتوسط، من إعداد الكاتب جبير المليحان مؤسس شبكة القصة العربية. ويحوي 105 قصص قصيرة لأعضاء موقع القصة العربية الالكتروني من معظم البلاد العربية بواقع قصة واحدة لكل كاتب، وقدم له الكاتب والناقد الفلسطيني خالد الجبور. وجاءت لوحة الغلاف للفنان السعودي عبدالرحمن السليمان.


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.