22 أكتوبر 2011

إصدارات: جريدة القبس توزع كتاب "50 فيلما من كلاسيكيات السينما المصرية"


(المصدر: جريدة القبس الكويتية، 21 أكتوبر 2011)

هدية للمشتركين غداً السبت
القبس توزع كتاب "50 فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية"


تزخر السينما المصرية عبر تاريخها الطويل بعشرات الأفلام التي تحمل قيماً فنية ورؤى فكرية تستحق اعادة التقييم في محاولة لتلمس مواطن القوة والتجديد والابتكار والاجتهاد. السينما تملك رصيداً من الأعمال نجح بعضها في اختراق حاجز الصمت وطفا على وجه التاريخ معلناً ريادته وأهميته الفنية أو الفكرية، أو استفادت من موقع مخرجيها داخل مسيرة السينما المصرية، وهناك أعمال أخرى ما زالت ترزح تحت وطأة التجاهل والاهمال، ويعلوها غبار الزمن، وتحتاج إلى اعادة التأمل من خلال دراسة موضوعية، تضع هذه الأعمال في سياقها التاريخي، وتحاول تقييم الجوانب الفنية فيها بعناصرها المختلفة كلغة سينمائية لا سيما أن معظم العمليات السينمائية من تصوير ومونتاج واخراج بالاضافة الى عناصر الديكور والموسيقى أفرزت أسماء يصل بعضها إلى مصاف أقرانها من فناني السينما العالمية.
ان الأعمال الكلاسيكية (بالمعنى العام وليست الكلاسيكية كمذهب فني)، سواء في الفن أو الأدب هي تلك التي تملك وتمتلك التفرد والتميز والقدرة على البقاء وتحدي الزمن من خلال تعبيرها عن الواقع الإنساني بلغة فنية تتجاوز اللحظة الآنية، وتنطلق إلى آفاق أرحب لتحفر مكانها اللائق في حركة الثقافة الإنسانية على امتداد التاريخ.
نظرة متأنية ومراجعة دقيقة لإنتاج السينما المصرية الروائية منذ عام 1927حتى الآن، تكشف عن تلك الأعمال،التي تمثل، بما تحمله من قيم، محطات رئيسية في تطور الصناعة السينمائية كحرفة، وثراء رؤية فنانيها للواقع وقدراتهم المختلفة، والمميزة في التعبير عنها، وتنوع اتجاهات هذه الأعمال بحيث تشكل في مجموعها أساساً قويا من الخبرة الفنية يرتكز عليها، وقد يتجاوزها ابداع الأجيال الجديدة من السينمائيين سواء في مصر او العالم العربي.
ان ريادة «لاشين» لفريتز كرامب، وجرأته على اقتحام منطقة ملغومة بتبنيه لثورة الجماهير ضد الظلم والفساد، وما انتهجه كمال سليم في «العزيمة» بتصويره للحارة المصرية لأول مرة في تاريخ هذه السينما، وتطوير كامل التلمساني لواقعية كمال سليم في «السوق السوداء»: لتجد في أعمال صلاح أبو سيف ترسيخاً لمفهوم الواقعية التي يحاول شباب السينما في مصر تجاوزه من خلال بعض أعمال محمد خان وعلي بدرخان وعاطف الطيب وخيري بشارة ورأفت الميهي وداود عبدالسيد ويسري نصر الله ورضوان الكاشف مستفيدين من لغة يوسف شاهين المتجدد، مستلهمين رصانة واتزان بركات، واعتدال ودقة كمال الشيخ، وعذوبة ورقة عز الدين ذو الفقار، ونفاذ بصيرة توفيق صالح وجديته وجلاء رؤيته. وقد يختلف بعضهم حول اختيار هذا الفيلم أو ذاك في هذه المجموعة التي تضم خمسين فيلماً في اطار الاعمال الكلاسيكية ـ والاختلاف حق اصيل ـ وإن كان من المؤكد ان الأعمال التي قد يختلف عليها تحمل في ثناياها عناصر تسمح باختيارها، وان الاختلاف سيكون في الدرجة لا النوعية، وإن ظل الاختيار في النهاية هو اجتهاد الكاتب ومسؤوليته.
«كلاسيكيات السينما» مشروع طموح يحاول من خلال النماذج التي يقدمها تقييم القدرة الفنية في السينما المصرية تقييما فنيا وفكريا في اطار من الموضوعية، مراعيا وضع تلك الاعمال في سياقها التاريخي باعتبار ان كلا منها يشكل حلقة مهمة في سلسلة تطور فن - وصناعة- السينما على امتداد الوطن.


علي أبو شادي


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.