09 أكتوبر 2011

إصدارات: كتاب جديد عن المخابرات الأمريكية وأسئلة الفشل



(المصدر: شبكة محيط)

أى قارىء حصيف لكتاب "المخابرات والسياسة الخارجية للولايات المتحدة" لابد وأن يتساءل: كيف تقع المخابرات الأمريكية بكل نفقاتها الهائلة وشبكات عملائها فى كل هذه الأخطاء الرهيبة مثل منع هجمات 11 سبتمبر 2001 التى مرغت الكرامة الأمريكية فى الرغام؟!.
يحاول مؤلف الكتاب بول بيلار المسئول الاستخباري الأمريكية الأبرز عن منطقة الشرق الأوسط إجابة التساؤل السابق، رغم أنه يسعى أيضا للدفاع عن المخابرات الأمريكية معتبرا أن ادارة الرئيس السابق جورج بوش ظلمتها كثيرا وحملتها أخطاء لم ترتكبها.
والكتاب الجديد لبول بيلار بمثابة استنطاق جاء بعد طول انتظار لأحوال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 وغزو العراق عام 2003 باعتبار ان هذه الوكالة الشهيرة بالاختصار "سى.آى.ايه" توصف كثيرا بأنها اقوى جهاز مخابرات فى العالم.
الكتاب يتضمن حقائق مزعجة للأمريكيين حول مسار الأمور داخل وكالةالمخابرات المركزية وإبلاغها إدارة الرئيس جورج بوش الصغير خلافا للحقيقة أن نظام الرئيس العراقى صدام حسين يمضى بلا هوادة فى صنع أسلحة دمار شامل ومن بينها أسلحة نووية.
وإذا كان جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية قد وجد نفسه كما يقول المؤلف تحت ضغط مستمر من الرئيس جورج بوش للتأكيد على أن نظام صدام حسين يصنع أسلحة دمار شامل فان السؤال :"لماذا لم يقدم تينيت استقالته بدلا من الانصياع لرغبات الرئيس وممارسة التضليل وفبركة المعلومات واختلاق الأكاذيب لتبرير رغبات بوش فى غزو العراق؟!".
وقد يكون الأكثر ازعاجا للأمريكيين ملاحظات بيلار على تعامل الادارة والكونجرس مع الاخفاقات الاستخبارية معتبرا ان التغيير الذى طرأ بعد هذه الاخفاقات اتسم فى كثير من الأحيان بالشكلية ومجرد تغيير الأسماء والمسميات دون التوغل بما يكفى عند جذور الفشل.
غير ان بول بيلار يلفت فى كتابه ايضا الى ان الكثير من الأمريكيين لايعرفون حقيقة المهام الأصيلة للمخابرات وما الذى ينبغى أن تفعله لحماية الأمن القومى الأمريكى كما ينبه الى أن جهاز المخابرات قد يتحول أحيانا الى كبش فداء لأخطاء جسيمة ارتكبتها القيادة السياسية او الحكومة.
وهذا هو الكتاب الثالث فى مجال المخابرات والأمن القومى لبول بيلار الذى عمل على مدى 28 عاما فى مجال تحليل المعلومات بأجهزة المخابرات الأمريكية وتقلد عدة مناصب هامة فى مجال الأمن القومى حتى اصبح مسؤولا عن منطقة الشرق الأوسط.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.