23 أكتوبر 2011

إصدارات: طبعة جديدة من كتاب قصة الشاذلي مع نظام السادات ومبارك


(المصدر: بوابة الوفد الإلكترونية، 22 أكتوبر 2011)

"كتاب" يكشف ظلم السادات ومبارك للشاذلى

قراءة- مدحت صفوت: منذ 6 ساعة 41 دقيقة
كثيرة هي الدراسات التي تناولت حياة الفريق سعد الدين الشاذلي قائد القوات المصرية في حرب السادس من أكتوبر, وهناك مؤلفات الفريق ذاته وأهمها: "حرب أكتوبر"، "الخيار العسكري العربي"، "الحرب الصليبية الثامنة"، و"أربع سنوات في السلك الدبلوماسي".

وعن دار "مدبولي الصغير" صدرت الطبعة الثالثة لكتاب "قصتي مع النظام" التي يرويها الفريق وأعدتها للنشر الكاتبة الصحفية سوسن أبو حسين.

عُرف عن الفريق الشاذلي أنه مهندس عملية العبور وهو ينتمي لعائلة عسكرية، وقد مات جده في حروب إسماعيل باشا في السودان، وشارك أفراد عائلته في الثورة العرابية وثورة 1919.
التحق الفريق المولود في الأول من أبريل 1922، بالكلية الحربية 1939، وفي أوائل 1953 طلب منه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الالتحاق بالمخابرات، إلا أنه اعتذر مُفضلا البقاء في الجيش, وبعد أن تدرب في أمريكا أسس في مصر سلاح المظلات، كما ترأس القوات العربية المتحدة في الكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة؛ فضلا عن مشاركته في حرب اليمن.

وعلى الرغم من مرارة الهزيمة 1967 إلا أن الشاذلي أثبت مهارة فائقة في المراوغة؛ حيث كان قائدا للقوات الخاصة لحراسة وسط سيناء، ونتيجة لفقدان الاتصال بينه وبين الجيش فقد اتخذ قرارا بعبور قواته الحدود الدولية قبل غروب شمس يوم 5 يونيو إلى الأراضي الفلسطينية، وبعد صدور الأوامر بالانسحاب وصل إلى الأراضي المصرية في ظروف في غاية الصعوبة في أراض يُسيطر عليها العدو تماما، وبدون أي مؤن استطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة.
يتناول الكتاب - المكون من 288 صفحة- علاقة الفريق الشاذلي بالسادات على وجه التحديد، كاشفا عن مظالم في عهد نظامي "السادات ومبارك" بدءا من المحاكمة الغيابية رغم معرفة النظام بعنوان الشاذلي، ومرورا بالاستيلاء على كتب وأوراق الشاذلي وعدم صرف البطاقات العسكرية، ووصولا إلى الحرمان من المعاش الإضافي، وسحب نجمة سيناء الذي ردها المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير.

يتميز الكتاب بأنه غني بالمادة الوثائقية كمخاطبات الشاذلي التي كتبها بخط يده إلى اللجنة القضائية للقوات البرية في الأول من أبريل 2000, ففي يوم عيد ميلاده وإتمامه 78 عاما يوضح الفريق في هذه العريضة الخلفيات السياسية لمحاكمته والمتمثلة في خلافاته مع الرئيس السادات خلال الحرب؛ حيث عارض الفريق قرار تطوير الهجوم نحو المضايق في 14 أكتوبر، كما قام السادات بنقض خطة رئيس الأركان للقضاء على الثغرة يوم 16 أكتوبر، وتصاعد الخلاف حدّ تهديد السادات باعتقال الشاذلي.

كما أن السادات في كتاب "البحث عن الذات" قام بخلط الحقائق وتحميل الشاذلي مسئولية الثغرة، وبعد أن نشر الأخير كتاب "حرب أكتوبر" عام 1979، وفضح فيه أكاذيب السادات وفندها جن الرئيس وأمر بمحاكمة الشاذلي أمام محكمة عسكرية عُليا؛ وبعد أن عاد إلى مصر قُبض عليه ورفض طلبه القانوني بإعادة محاكمته حضوريا.

وبعد سنوات لجأ سعد الدين الشاذلي إلى القضاء المدني، وأصدرت المحكمة فيه حكما ببطلان محاكمة الشاذلي, كما أصدرت محكمة أمن الدولة العليا نفس الحكم، وشددت على أن تنفيذ الحكم الملغي يُعد تعطيلا لحقوق الإنسان الأساسية واعتداء صارخا على الحرية.
يُعتبر كتاب "قصتي مع النظام" أحد الكتب المهمة التي تكشف النقاب عن الكثير من الخبايا وتوضح نية السادات المُبيتة من جعل حرب أكتوبر حربا للتحريك بدلا من كونها حرب تحرير، كما يوضح الدور الحقيقي للمشير محمد عبد المنعم الجمسي.

ويتضمن الكتاب لأول مرة معلومات غاية في الأهمية يرويها اللواء فؤاد نصار مدير جهاز المخابرات خلال حرب أكتوبر, واللواء سعيد الماجي، مدير المدفعية أثناء الحرب، ومدير المخابرات في فترة من حقبة السادات. والقائدان لم يتحدثا من قبل، كما لم يكتبا كغيرهما مذكراتهما، مما يضيف إلى أهمية الكتاب بُعدا جديدا.

ويشمل الكتاب صورة من مذكرة الشاذلي بخط يده وبعض الوثائق، فضلا عن ملف صور يحوي صورا للشاذلي في شبابه وصباه وزواجه، ومع المشير عبد الحكيم عامر، ومع بعض القادة والسياسيين العرب؛ فضلا عن صوره مع بعض الشباب المصري الذي صمم على تكريم الشاذلي ذات مرة.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.