23 يناير 2012

إصدارات: "النفي في كتابة إسرائيل"




(المصدر: موقع عرب 48، 22 يناير 2012)

"النّفي في كتابة إسرائيل": جديد إسماعيل ناشف ومجموعة باحثين

صدر مؤخرًا عن مدار المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية - رام الله، كتاب "النّفي في كتابة إسرائيل: أبحاث فلسطينية حول المجتمع والنظام والدولة في إسرائيل" (2011)، وهو من إعداد وتحرير إسماعيل ناشف.

يتميز هذا الكتاب بكونه مجموعة من الأبحاث لمجموعة من الباحثين/ات الفلسطينيين/ات الشباب، يتناولون بها موضوعة النظام الاستعماري الصهيوني من جوانب متعددة، وتُعبّر هذه الأبحاث عن محاولات إعادة تعريف العلاقة بين الفلسطينيين والنظام الاستعماري من حيث العلاقة المعرفية بينهم.

الأبحاث في هذا الكتاب هي ثمرة دورة بحثية متقدمة، قام كل من إسماعيل ناشف و"مدار" بالمبادرة إليها منذ أكثر من سنتين، وهدفت الدورة إلى بحث إمكانية تطوير أدوات بحث منهجية لفحص ولدراسة النظام الاستعماري كما يتجلى في المجتمع والنظام والدولة في إسرائيل، وتم التركيز في هذه الدورة على العلاقة المركبة بين المعرفة العلمية الحديثة والأنظمة الاستعمارية عامة، وذلك القائم في فلسطين تحديدًا، واستمرت الدورة نصف سنة بواقع لقاء كل أسبوع، شارك فيها ما يقارب 25 باحثا وباحثة.

يضم "النفي في كتابة إسرائيل" مقدمة نظرية وستة أبحاث، وقام بكتابة المقدمة النظرية إسماعيل ناشف، وهي تفحص الطرق الممكنة في المرحلة الراهنة لإنتاج معرفة نقدية حول النظام الاستعماري في فلسطين، والطرح الأساسي في المقدمة هو أن على الباحث الفلسطيني خلق نقطة ارتكاز خارج نظاميّة، ليتمكن لاحقا من الوقوف عليها وفحص النظام القائم في فلسطين.

الدراسة الأولى في الكتاب هي لأمين دراوشة، وهي تتمحور حول التطورات في الأدب الاسرائيلي لدى جيل الأدباء الذي ترعرع في ظل دولة إسرائيل، متخذا من رواية "العاشق" لـ أ. ب. يهوشواع نموذجا؛ ويدعي دراوشة أنه وبالرغم من كون النص الروائي تطور بعلاقاته مع التناقضات الداخلية للمجتمع اليهودي في إسرائيل، حيث تجلى ذلك بالعبور من نشوة الانتصار إلى مساءلة الذات، إلا أن العلاقة الاستعمارية مع الفلسطينيين حُمِلت روائيا دونما تحول، بل بالاحداثيات ذاتها التي تميز الواقع الاستيطاني الاستعماري.

أما الدراسة الثانية فهي لهاني عواد، وتتمحور حول المفكر الفلسطيني محمد عزة دروزة، وتثير السؤال عن علاقة المثقف الفلسطيني بالمستعمِر الصهيوني وفكره؛ ويشير عواد في مداخلته هذه إلى علاقة المحاكاة بين الضحية والجاني، مدّعيًا أن دروزة استخدم ما تصور أنه الصورة الصهيونية عن الذات القومية، ليبني فكرته عن عروبة فلسطين خاصة، والعرب بشكل عام.

أما آيات حمدان، فقامت في الدراسة الثالثة بفحص التطورات التي حصلت على رؤية المثقف/ة الفلسطيني/ة لذاته منذ معاهدات أوسلو ولغاية يومنا هذا، وخَلُصَت حمدان إلى تشكّل نمط مثقف يهدف إلى تسويغ الواقع وتسهيل تداوله بالرغم من كونه يكرِّس الاستعمار الصهيوني بشكل غلب عليه الطابع المباشر.

أما الدراسة الرابعة لمحمود فطافطة، فتناولت أبعاد العلاقة بين التيار الديني وذلك العلماني في النظام الصهيوني، كما التحولات التي عصفت بها؛ ويقول فطافطة إن قدرة التيار العلماني المؤسساتي على احتواء وتحجيم ذلك الديني لم تعد مفهومة ضمنيًّا، مما يؤدي إلى تأثير مباشر على علاقة النظام مع الفلسطينيين.

أما نظام السايس في الدراسة الخامسة، فيفحص الفجوة بين زعم النظام الصهيوني لكونه ديموقراطيّا ووضع الأقلية الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948؛ والنتيجة التي يصل إليها السايس تفيد بأن هنالك تناقضًا جوهريًّا بين ما هو ديموقراطي وما هو استعمار، والحالة الصهيونية، كما حالات أخرى، ليست إلا مثالاً على ذلك.

أما الدراسة السادسة لسعيد يقين، فهي حول البنية الأسطورية كما تلك التاريخية المتعقلة بالجدار الفاصل الذي أنشأه النظام الصهيوني في الضفة الغربية؛ ويرى يقين من تحليل النص التوراتي أن هنالك بنية خطابية توراتية تؤسِس لمفهوم الانعزال وحتى "القلعة"، ومن خلال تحليل نصوص أساسية في الفكر الصهيوني الحديث، يقدم رؤية حول كيف تمت إعادة إنشاء صهيونية حديثة لمفهوم "القلعة"، إذ أن الجدار ما هو إلا تحقيق لهذه البنية.

إسماعيل ناشف: محرر الكتاب ومعده، وهو باحث فلسطيني مهتم باللغة والإيديولوجيا وعلم الجمال في السياقات الاستعمارية، عامة، والسياق الفلسطيني، تحديدا؛ صدرت له العديد من الدراسات والأبحاث، من كتبه: العتبة في فتح الإبستيم (مواطن، رام الله، 2010)؛ الأسرى السياسيون الفلسطينيون: المجتمع والهوية (بالإنجليزية عن دار روتليدج لندن، 2008)؛ فك الصهيونية: الفضاء والإيديولوجيا في المدينة الإسرائيلية (معهد إبراهيم أبو اللغد للدراسات الدولية، بير زيت، 2005).

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.