18 فبراير 2012

إعلان الفائزين بجائزة أفضل إصدار أدبي في مسابقة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء




(جريدة عُمان، 18 فبراير 2012)

جمعية الكتاب تعلن نتائج مسابقتها لأفضل إصدار أدبي لعام 2011

شجرة النار» في الشعر، و«الطيور الزجاجية» في القصة، و«بن سولع» في الرواية، و«المعنى خارج النص» في النقد، و«أسرار صغيرة» في النص المفتوح

أعلنت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء نتائج مسابقتها لأفضل إصدار أدبي لعام 2011.. وقد أسفرت عن فوز مجموعة «شجرة النار» للشاعر خميس قلم بجائزة أفضل إصدار شعري عماني لعام 2011، فيما نالت مجموعة «الطيور الزجاجية» للقاص يحيى المنذري جائزة أفضل اصدار قصصي، وفازت رواية «بن سولع» للروائي علي المعمري بجائزة أفضل اصدار روائي، فيما حصل كتاب «المعنى خارج النص: أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب» للدكتورة فاطمة الشيدية على جائزة أفضل اصدار نقدي، وذهبت جائزة النص المفتوح لكتاب «أسرار صغيرة» للكاتب والصحفي محمد الحضرمي.

وقالت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية رئيسة اللجنة المنظمة للجائزة خلال إعلانها عن النتائج .. ان المسابقة شهدت مشاركةً في خمسة من أفرع المسابقة الستة التي طرحتها الجمعية في اعلان نُشر في الصحف والمواقع الالكترونية، فيما تم حجب جائزة أدب الطفل لعدم توفر اصدارات من هذه النوعية في عام 2011.. وأضافت الدكتورة سعيدة إنه سيتم الاحتفال بتوزيع جوائز هذه المسابقة وتكريم لجنة تحكيمها خلال معرض مسقط الدولي للكتاب. وعبرت اللجنة المنظمة للجائزة - التي تتألف أيضا من الشاعر سماء عيسى والقاص سليمان المعمري - عن شكرها الجزيل لرئيس الجمعية الأسبق الشاعر ناصر البدري على دعمه لمسابقة هذا العام من خلال مؤسسة المؤنس للإنتاج الفني. كما عبرت عن شكرها للجنة تحكيم الجائزة المؤلفة من كل من الشاعرين العُمانيَيْن زاهر الغافري واسحاق الخنجري اللذين قاما بتحكيم فرعي الشعر والنص المفتوح، والناقِديْن التونسي محمد زروق والمغربي عبد المجيد بنجلالي اللذين حكّما فرع الرواية، والناقدين العراقي غالب المطلبي والمصري محمد الشحات اللذين قاما بتحكيم فرعي النقد والقصة القصيرة.

حيثيات الفوز
وقد عزت لجنة التحكيم فوز مجموعة «شجرة النار» للشاعر خميس قلم إلى توافر مجموعة من الأبعاد الدلالية والفنية التي أهلتها لهذا الفوز، منها «الاشتغال على عمق الدلالة المركزية للنص، أي أن النص يتنامى من بؤرة واحدة، متصاعدة لعوالم متسقة في مبناها، ثم تنوع إيقاع النصوص وفق المعنى وصراع الذات الشاعرة؛ فتارة نجده خافتا ينبئ عن حالة من الصمت والهمس، وأخرى عاصفا مشتعلا بالدلالات الثائرة. وهذا يقودنا إلى منحى مهم في النص، وهو مدى تناغم أصواته بحيث تعطي نوعا من التراوح الموسيقي فضلا عن اندماج الصورة الشعرية بين المعنى الواقعي والرؤيوي وذلك من خلال تقديم صور متزنة، تخدم حركة النص وفضاءاته، بالإضافة إلى البعد الدلالي للنصوص الذي ينطلق من تجربة واضحة، ذات جذر درامي حركي متفاعل بين الضمير الأحادي والجمعي، بين الأنا والآخر، بين صراعات متنوعة في النصوص، نص يواجه الموت ونص يعري الحب وآخر يشاغب الغياب، انها مرايا مختلة من التشظي منفصلة في حدوثها متصلة في الجرح والتصدع والألم».

أما مجموعة «الطيور الزجاجية» فقد رأت لجنة التحكيم استحقاقها للفوز بجائزة أفضل اصدار قصصي عماني لعام 2011 لأن «قصصها كشفت على نحو أكثر وضوحا عن وعي كاتبها بتقنيات فن القصة القصيرة الذي هو فن التكثيف السردي في المقام الأول، وعن تمكنه من خط نهج خاص به في المعالجة السردية، فضلا عن أن قصص المجموعة تكشف لنا عن جملة من الثيمات الانسانية والجمالية التي يجدر بفن القص تأملها وتدبّر ما يتصل بها، من قبيل تصوير البراءة التي يبدأ الطفل في فقدانها وهو يقترب من عالم الكبار تصويراً مقنعا، وتصوير نمو مفهومي الخير والشر في داخل الطفل تصويرا سرديا مقبولا، والقدرة على التقاط زاوية رؤية جيدة يبدأ منها المشهد السردي في التدفق، وتعرية أساليب القمع والقهر الاجتماعي الذي يعانيه البسطاء والمهمشون بمهارة سردية، اضافة إلى تطويع اللغة والأسلوب لخدمة المشهد القصصي ورسم الشخصية وملامح المكان وحدود الفضاء النصي».

أما فوز رواية «بن سولع» للروائي علي المعمري بجائزة أفضل رواية عمانية لعام 2011 فقد عزتْه لجنة التحكيم إلى «تنوّع أنماط السرد ومظاهره فيها، ونضج الأحداث وتوضّح معالم السرد وقدرة الكاتب على تصريف اللّغة السرديّة قولا وحالا وفعلا، وتمكّنه من الأحداث يبذرها متى أراد ويُجمّعها متى اقتضى منه الأمر ذلك»، ونظرا أيضا إلى «نجاحه في رسم فضاء سردي جامع بين وقْع الذات، ووقْع الاجتماعي والتاريخي، وإثارته لتاريخ حارق، تحوّل بقدرة الراوي سردا متخيّلا، يُحيل – ضرورةً - إلى وقائع التاريخ، ووقائع الذات، ولا يُحيل في جوهر السرد إلاّ إلى متخيَّل قصصيّ». وأضافت اللجنة أن «بن سولع» توفّرت فيها شروط الرواية من حيث بناؤها وطرافة الفكرة التي أحكم الروائي العمل عليها، ونوّع من وسائط بيانها ووسائل صياغتها.

ورأت لجنة التحكيم أن كتاب «المعنى خارج النص: أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب» للدكتورة فاطمة الشيدي يستحق جائزة أفضل اصدار نقدي لعام 2011؛ لما لمسته اللجنة فيه من جهد طيب يستحق الاعتبار وخطوة محمودة في سبيل بناء نقد أدبي منهجي جاد، فضلا عن إيجابيات أخرى منها أهمية موضوع الدراسة ومعاصرته، وجرأة الباحثة في التعامل مع مادة نقدية تحتاج إلى كثير من التأمل والتدبر، والتعبير اللغوي السليم عن الفكرة، ومحاولة إجراء جملة من التطبيقات المتصلة بهذه النظرية في الأدب العربي عامة والأدب العماني خاصة. ولم يَفُتْ اللجنة أن تشير إلى أن الكتاب تضمن شيئا من الخلط المنهجي في التعامل مع نظرية السياق.
وحصل كتاب «أسرار صغيرة» على جائزة النص المفتوح لعام 2011 لتناوله في لوحات أدبية شيقة المكان العماني، بلغة تأملية شفيفة، مضفياً على المكان بعلاقاته الإنسانية وتفاصيله المنسية، بعداً ذاتياً حميماً، فهو يتناول عوالم الحارة العمانية، وأحلام الإنسان، وعالم الطفولة والظلال البعيدة، بلغة شعرية خالصة أحياناً، وبتصعيد الأحداث والمرويات بنثر يقارب الحكاية. انه تزاوج يعيد الصياغة الأسلوبية لإبراز معالم الحاضر القريب والماضي البعيد».
وكانت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء قد دشنت جائزة أفضل اصدار لأول مرة عام 2008، واستمرت بعد ذلك بشكل سنوي، تشجيعا منها لحركة نشر الكتاب الأدبي العماني، والارتقاء به إلى الأفضل من خلال اذكاء روح التنافس بين الكتاب والأدباء العمانيين.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.