26 فبراير 2012

إصدارات: ستة إصدارات جديدة عن الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء




(جريدة عمان، 26 فبراير 2012)

جمعية الكتاب تضيف [ستة] عناوين جديدة إلى أرفف المكتبة العمانية

ستة إصدارات جديدة، تدخل المكتبة العمانية، في فروع شتى من الأدب الحديث، بين قراءات أدبية نقدية، وأخرى أكاديمية، ونصوص إبداعية، وترجمة، صدرت الكتب الستة عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، تأتي هذه الإصدارات ضمن إنجازات الفترة الإدارية الثانية، والتي رأسها الكاتب صادق بن جواد سليمان، ونائبة الرئيس د. الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسية، وستعرض هذه الأعمال للبيع في الجناح الخاص بالجمعية بمعرض مسقط الدولي والذي سيفتتح رسميا مساء بعد غد، وحول هذه الإصدارات ستقيم جمعية الكتاب والأدباء أمسية احتفائية، في قاعة المحاضرات بمركز عمان الدولي، الذي يستضيف الدورة الثانية عشرة من دورات معرض الكتاب بمسقط، ستقام الأمسية يوم الاثنين من الأسبوع القادم، والذي يوافق الخامس من شهر مارس.

[1] لسرب اليمام أكثر من أغنية
ففي مجال النقد الأدبي، صدر للكاتب والمفكر خميس بن راشد العدوي، إصداره الجديد الذي حمل عنوان "لسرب اليمام أكثر من أغنية"، يقدم الكتاب قراءة أدبية لأول مجموعة شعرية صدرت للزميل محمد الحضرمي، والموسومة بـ "في السهل يشدو اليمام"، تضمن كتاب لسرب اليمام قراءة أدبية لمجموعة الزميل الحضرمي، تناثرت مادتها في 25 مدخلا، بين فصل وباب، بحثت في الثيمات الشعرية، محللا النصوص التي قرأها في المجموعة، ومقدما رؤية نقدية للمستوى الشاعري في مجموعة نصوص اليمام، دارسا ما أسماه بـ "اللوحة الحرة"، والتي تتفرع إلى الوصف، والشكل الشبحي، والشك، واللانهائية، فيما خصصا خميس العدوي فصلا عما أسماه بانكسار في أجنحة اليمام، متحدثا حول انكسارات في الشعر والعاطفة، والفكرة، واتجاه القصة، واللغة، والمكان، والزمان.

يقول العدوي في ثنايا كتابه "لسرب اليمام أكثر من أغنية": إذا أردنا أن نشخّص يمام الحضرمي لقلنا: إن لسانه الوصف، وشكله الشبح، ومنطقه الشك، وأجله اللانهائية. هذا هو يمام الحضرمي، وهذا هو الحضرمي.

يبدو أن يمام الحضرمي لم يشد إلا بالوصف، هل لأنه كان يطير في الطبيعة وحدها؟ هل كان وهو في السهل لا يرى إلا الشمس والقمر، والجبال والوديان، والسحب والمطر، والبيوت والحارات، والإنسان والكائنات الأخرى؟ أم أنه اختار ذلك عن عمد؟. في الجانب الفني الذي أقرأ به الديوان، لا يعنيني ما صمت عنه هذا اليمام، فأنا أمام منطوق به وإيحاءاته، أما ما يضمره اليمام فلنتركه له، فللعشاق أسرارهم، وللشعراء هيامهم، إلا أن يمام الحضرمي لم يهم إلا في واد واحد هو وادي الوصف. وفي الجانب الشخصي، لمّا عرفتُ محمدَ الحضرمي؛ حياةً لم أنظره إلا واصفاً، وصحافةً لم أقرأه إلا واصفاً أيضاً، وهو بين الوصفين لا يخرج عن كونه شاعراً.

ما من قصيدة إلا وتبدأ بالوصف، وتقصي الديوان يخرج بنا عن الشذو من شدو اليمام إلى ذبحه وسلخه، وحينها نقتل الشوق في نفس القارئ إلى التمتع المتجدد بألحان اليمام المنحي، هذا اليمام الذي أستمع إلى معزوفاته الموسيقية وأستمتع بها، لن أقفر كل آثاره، فلعل القارئ يتلمّس آثاراً تختلف عمّا قفرته. من جانب آخر، تأتي دراسة العدوي كأول إسهام له في حقل الدراسة النقدية الأدبية، بعد تجربة طويلة من الكتابة في المسائل الفكرية والدينية، وقد صدر له سابقا عشرة عناوين، من بينها؛ الواقعية والوحدة الإسلامية، وسنة الله في الأولين، ورواية الفرقة الناجية بين المنطق والتحليل، وعناوين أخرى مختلفة. يتضمن كتاب السرب 134 صفحة من الحجم الصغير.

[2] انشد معي لعلي شنين الكحالي
أنشد معي، ديوان شعري، للشاعر الراحل علي بن شنين الكحالي المتوفى بتاريخ 1/6/1996م، وهي تجربة خاصة بكتابة الشعر للأطفال، يتضمن 45 نشيدا خاصا للأطفال، صدرت الطبعة الأولى من ديوان "أنشد معي"، في مطلع التسعينات، حيث لا يزال الشاعر على قيد الحادث، قبل أن تفجع برحيله الساحة الثقافية العمانية في حادث سير أليم. وفي الطبعة الثانية، الذي خرج بحلة إخراجية جميلة، حيث صدر عن دار الدوسري بمملكة البحرين، بتقديم للشاعر د. سعيدة بنت خاطر الفارسية، والتي رأت في إعادة طباعته ضرورة ثقافية، واحتفاء بأدب الطفولة الذي تفتقر إليه المكتبة العمانية، خاصة في جانب الشعر. في ديوانه "أنشد معي"، ذكر الشاعر الأطفال بفضيلة العلم، وكتب أنشودة خاصة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما كتب عن الصيف، والمدرسة، والكهرباء، والطيور المغردة، والكتاب، والنمل والصرصور، والحمامة المطوقة، والثعلب والديك، والولد والفراشة، والفتى المجتهد، والجرادة والنحلة، والفأرة الشاكية، والصباح، وأصحاب الحرف، ولغتي (اللغة العربية)، وأخذ الأطفال في رحلة صيد، وعلمهم على الحاسوب، وفتح له دائرة التلفاز، وكتب في مواضيع تهم الشأن العربي مثل فلسطين، وغيرها من الأناشيد التي كتبت بأفكار مختلفة. ومن نصوص المجموعة قصيدة الولد والفراشة، يقول فيها الشاعر:

رأيت فراشة يوما على الأغصان تنتظر
جميل شكلها زاه به يســتـمتع البصــــر
جناحاها كأنهما توطـــــــن فيهما الدرر
تعالى الله صورها ليعرف قدره البشـــر
فجئت لها لأمسكها وكنــت أظن أنتصـــــــر
أتيت وما حسب بأن يعاكس رغبتي القدر
وحين هوى لها كفي هفا لنسيمه الشجــــر
ففرت من يدي ورنت بعين ملؤها الحـــذر
وقالت: يا فتى كل له في عشــــقه نظـــر
فلا تحسب كبير الجسم يهزم من به صـغر
فرب صغيرة بالعقل يخشـــى بأسها النمـر
وسارت وهي ضاحكة وعدت وعندي الضجر.

جدير بالذكر أن للشاعر الراحل علي بن شنين الكحالي ديوان شعر بعنوان "ثلاثية الكحالي"، وله أيضا أكثر من مخطوطة أدبية، من بينها؛ مسرحية شعرية، وديوان للأطفال بعناوين "ينابيع الأطفال"، وكل إناء بما فيه ينضح، وأعلام من صحار، وأمير الشعراء.. شاعرا حكيما. تقع مجموعة أنشد معي في 111 صفحة من الحجم الصغير.

[3]سفر محمد الطويل
في إصداره الحديث، الذي حمل عنوان "سفر"، يسافر محمد الطويل، في سباحة أخاذة إلى مدينة من النصوص الشعرية، وبلغة أدبية آسرة يسرد الكاتب نصوصا أدبية مفتوحة، تجمع بين روح القصة ولغة الشعر، وسفر هو رحلة شيقة إلى عالم مشرق من البيان العذب، صدر الكتاب عن دار الانتشار العربي ببيروت، ويقع في 130 صفحة من الحجم الصغير.

ومن نص "مخاض العشق" يقول الكاتب محمد الطويل:
حريق الشوق يأسرني، فكيف أهرب منك وأنت النار وأنت النعيم، أيها الساكن في ذاتي، يا صديق الأمس، وحبيب اليوم، يا ارتعاشة الماضي وأمنية الغد، يا أنت، أيها القدر الجميل، دعني أشكر ربي أن جعلك قدري وجعلني قدرك.

دعني أقدم صلواتي أن جعل طريقي نهايته إليك، دعني أضيئ شموع الانتصار، وأقدم لك هدية دون عيد يذكر إذ يكفي أن أهدي إلى الزمن إياك فكيف لا أهدي إليك ذاتي، وأنا جزء لا يقتسم إلا فيك ولا يتبدد إلا بين أوردتك، ولا ينام إلا في خيالك، ولا يعبث إلا بفكرك، ولا يهدأ إلا عندما تثور اتجاهه براكين أفكارك.. الخ.

[4]في أروقة الحداثة
كما صدر كتاب نقدي للدكتور هشام مصطفى، بعنوان "في أروقة الحداثة"، بين متاهات الفهم ومحاولات الوصول، دراسات للإبداع الشعري العربي في السلطنة، يتناول في دراسة ثلاثة نماذج شعرية، وهي قراءة في ديوان وحدك تبقى صلاتي ويقيني، للشاعرة سعيدة الفارسية، وحنين بحجم حبة خردل ليحيى اللزامي، ودراسة حول تجربة كل من الشاعرين هلال العامري وسعيد الصقلاوي، بعنوان بنية الصورة الشعرية، تطور المفاهيم وجماليات التلقي للشعر العربي المعاصر في عمان. كتب الناقد دراساته هذه بعد مقدمة حول النقد بين الخطأ والخطيئة، وتغريب النص أم تغييبه، يقول د.هشام مصطفى: لاشك في أن العملية النقدية بهذا الشكل تأخذ منحى تنظيريا، تمهيدا للتطبيق، وبهدف التعريف للمتلقي، ونشر الوعي النقدي، هذا من جانب، ومن جانب آخر تؤطر للجانب النقدي التطبيقي، حتى تبدو الدراسة عملية متماسكة، تنتهج الموضوعية والخطوات العملية، لهذا فالكتاب يعتمد التركيز على نشر الوعي بالحداثة الشعرية، والتي لم يعرف منها سوى التطور في الإيقاع، وما أحدثته دون الفهم الحقيقي للجوانب الأخرى، ما أدى إلى التغريب للنص الحداثي بين مبدعه ومتلقيه.

[5]نحو كتابة جديدة
يأخذنا الناقد محمد الشحات في كتابه الجديد "نحو كتابة جديدة"، قراءة في الأدب العماني المعاصر، ليقدم دراسات متنوعة في حقول الأدب العماني الحديث، دراسته الصادرة عن دار الدوسري بممكلة البحرين، تتألف من سبعة فصول هي: نحول كتابة جديدة، ثيمات وأساليب، واستراتيجيات النص المفتوح، ومأزق قصيدة النثر، في كتابة القلق، ومغامرة القصة الجديدة، الصوت المنفرد، وأفق الرواية: البحث عن هوية، وقلق النص المسرحي: أكون أو لا أكون.
يقول المؤلف في سياق تقديمه لكتابه: ينهض هذا الكتاب المكثف بدراسة نصوص مختارة من الأدب العماني، بحيث يمكن أن يرسم للباحث المنشغل بالدراسات الأدبية والنقدية الحديثة تصورا قريبا جدا من الواقع الأدبي المعاصر في عمان، في سنواته الخمس الأخيرة، ويضم الكتاب بين دفتيه سبع وحدات أو مداخل نقدية متنوعة، كتب في سياقات مختلفة، ونشر بعضها في شكله الأولي تماما في الدوريات والملاحق الثقافية العمانية والعربية، لكن تغييرا جذريا بلغ حد التشويه (الجمالي بالطبع) طال هذا النصوص جميعا دون استثناء.
جدير بالذكر أن د. محمد الشحات ناقد وأكاديمي مصري، قام بالتدريس في عدة جامعات، وفي السلطنة قام بالتدريس في جامعة نزوى، وصدرت له عدة دراسات في السرد، وكتابه هذه يقع في 192 صفحة من الحجم المتوسط.

[6]الترجمة الأدبية في السلطنة
في الترجمة، صدر كتاب "الترجمة الأدبية في سلطنة عمان قضايا وآراء"، بتحرير د. رحمة المحروقية، وبدر الجهوري، من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة السلطان قابوس، يتضمن الكتاب مجموعة من الدراسات، حملت عناوين مختلفة، حيث نقرأ فيه استعراضا عاما عن الترجمة الأدبية في عمان، والمنطلقات الوطنية والنظرية للترجمة، ترجمة الشعر البلوشي نموذج، وترجمة الأدب المنطوق" اللغة الشحرية نموذج، ودور مجموعة الترجمة في الحراك الترجمي الأدبي في السلطنة، واستجابات الطالبات العمانيات للأدب المترجم.

كما نقرأ فيه نصوصا مترجمة وهي؛ حكايات المسنات، إرث عمان الشفهي الذي لم يحسن تقديره، ترجمة الشعر العماني إلى الإنجليزية والفرنسية، الاستراتيجيات الراهنة والمناهج المستقبلة، ومادة أخرى عن ملحق بيكون، باعتباره ملحقا يعني بالترجمة. تشارك في مواد ونصوص الكتاب مجموعة من المترجمين الشباب، وصدر باللغتين العربية والانجليزية، يقع الكتاب في 220 صفحة من الحجم المتوسط.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.