14 مارس 2012

إصدارات: كلمة يترجم "منذ زمن داروين: تأملات في التاريخ الطبيعي"




(موقع ميدل إيست أونلاين، 13 مارس 2012)

'كلمة' يعيد قراءة داروين


مشروع الترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والفنون يقدم مدخلاً للجدل المستمر في علم الأحياء، ويناقش تفضيل التفسير الفردي وعملية كتابة تاريخ العلوم.

أبوظبي - في إطار الاستعدادات للمشاركة بالدورة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خلال الفترة من 28 مارس ولغاية 2 إبريل 2012 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع للهيئة كتاباً جديداً بعنوان"منذ زمن داروين: تأملات في التاريخ الطبيعي" من تأليف ستيفن جوولد، وترجمة د. ستــّار سـعيد زوَيني.

ويحتفي مشروع "كلمة" على نحو خاص بمعرض أبوظبي للكتاب، حيث يعرض لإصداراته المترجمة عن مختلف اللغات العالمية والمعارف والعلوم الإنسانية، والتي قاربت الـ 700 كتابا ً مُترجما ً منذ عام 2008 ، ساهمت في إثراء المكتبة العربية وتعريف القارئ العربي بأفضل الكتاب العالميين، مما عزّز من جهود إحياء حركة الترجمة إلى العربية ومدّ الجسور بين مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية.

وأعطى مشروع "كلمة" اهتماما مميزا لترجمة أهم الإصدارات الأكاديمية والعلمية.. ويتناول الكتاب الجديد "منذ زمن داروين: تأملات في التاريخ الطبيعي" أصل الكائنات الحية ونظريات التطور في التاريخ المعاصر منذ داروين وحتى الآن.

عمل مؤلف الكتاب ستيفن جَي جوولد (1941-2002) أستاذا لعلم الأحياء والمتحجرات في جامعة هارفارد، ويعتبر أحد أشهر العلماء الأمريكيين في الزمن المعاصر. وجوولد هو صاحب نظرية "التوازن النقطي" التي تقول بأن التطور ليس تدريجياً كما كان يقول داروين، بل حدث بدفقات مركزة تلتها فترات طويلة من الركود وتوقف التطور. وكان جوولد يرفض الفكرة "الداروينية المتطرفة" بأن الانتقاء الطبيعي هو آلية التطور المهمة الوحيدة. ورأي جوولد هو أن الانتقاء الطبيعي يمكنه أن يكون في الجماعات والأنواع وكذلك في الجينات والكائنات الطبيعية الفردية. وكان جوولد يكرس جهوده لمحاربة العنصرية العلمية ومحاولات استخدام علم الأحياء لتبرير الظلم الاجتماعي.

ويتألف الكتاب من ثلاثين فصلاً وضعت في ثمانية أبواب. وقد وصف النقاد الكتاب بأنه "إنجاز متميز بكل المقاييس" وأنه يقدم مدخلاً للجدل المستمر في علم الأحياء، ويناقش تفضيل التفسير الفردي وعملية كتابة تاريخ العلوم.

وويتسم هذا الكتاب بالأسلوب السلس والعلمي في آن واحد، فالكاتب يسرد الموضوع بطريقة حكائية مما يجذب القارئ ويشوقه لقراءته. وقد نجح المؤلف في تقديم حقائق مدهشة عن العالم، وهو يستخدم هذه الحقائق لتوضيح نقاط أساسية في نظرية التطور.

يتصف أسلوب جوولد بطرافته مما يحبب القراء في موضوعاته برغم تخصصها العلمي، وبذلك نجح في توصيل الأفكار العلمية المعقدة لعامة القراء. يسرد المؤلف موضوعاته بطريقة تبتعد عن الطريقة الجافة نوعاً ما، وهذا في جانب منه يعود لأسلوب الكاتب الشيق، ومن جانب آخر يعود إلى أن الكتاب أصلاً مجموعة مقالات كتبها المؤلف لمجلة "التاريخ الطبيعي"، وقد وضع المؤلف الفصول وفق تسلسل وترتيب مناسب لموضوعاتها.

والكتاب سهل القراءة لأن فصوله قصيرة نسبياً مما يساعد القارئ فلا يعوقه نص طويل معقد في أن يباشر بقراءته. وبالرغم من الأسلوب الحكائي الصحفي للكتاب فإنه يتضمن نقاشاً عميقاً غنياً بالأفكار والمعلومات الموسوعية في المجال الذي كان فيه المؤلف حجة ومرجعاً.

وتركز فصول الكتاب على نظريات التطور ومختلف التأويلات لتاريخ الأرض. وأحد هذه الفصول مخصص لمناقشة أفكار فيلكوفسكي الذي حاول أن يوفق بين المعرفة العلمية والدين.

وخصص المؤلف فصلاً آخر لشرح أسس التقسيم الخماسي للكائنات وهو التقسيم الذي حل محله تصنيف الطبقات العليا.

وفي الباب الثالث من الكتاب وهو بعنوان "كائنات غريبة وأمثلة التطور" يقدم جوولد ببراعة قصصاً عن تطور الكائنات الحية مثل المحار، والذباب القاتل لأمه، وقصة الأيل الإيرلندي.

ترجم الكتاب الدكتور سـتـّار سـعيد زْوَيني وهو أستاذ جامعي في علم اللغة والترجمة، حاصل على الماجستير والدكتوراة في دراسات الترجمة من جامعة مانشستر- بريطانيا، وحائز على البكالوريوس في الآداب وعلى الدبلوم العالي في الترجمة التحريرية والفورية من الجامعة المستـنصرية، بغداد.

ودرّس زويني اللغات والترجمة في جامعات مختلفة في العالم العربي وبريطانيا، وله خبرة طويلة في الترجمة وعمل مترجماً في دول أوروبية وعربية. صدر له بالإنجليزية كتاب "الترجمة وتقنية المعلومات"، وقد ترجم أعمالاً لهيرمان هيسه وفرجينيا وولف وفيلهلم موبيرج ومقالات متنوعة في النقد الأدبي.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.