20 مارس 2012

مبادرات: "القارئة الصغيرة" في رأس الخيمة




(جريدة الخليج الإماراتية، 20 مارس 2012)

"القارئة الصغيرة" يعيد حنين المطالعة

متابعة: باسل عبدالكريم

ضعف قدرة الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي في مجال القراءة والاهتمام بالمطالعة لإثراء اللغة العربية، وشح المدارك اللغوية والإنشائية والتعبيرية إلى جانب ضعف التعليم الذاتي لديهم كأسلوب للبحث وجمع المعلومات، من أشد التحديات الراهنة للمستوى التعليمي، وهذا ما طرحه بعض المشاركين في منتدى التعليم العالمي ومعرض الخليج لمستلزمات وحلول التعليم هذا العام، لإيجاد رؤية واضحة لمسارات تطوير التعليم، وحلول لأبرز القضايا والتحديات التربوية .

مشروع “القارئة الصغيرة” هو أحد المشروعات المشاركة تقدمت به المعلمتان آمنة عبدالكريم وعزيزة عبدالهادي، من مدرسة مزون للتعليم الأساسي والثانوي في رأس الخيمة، وتم اختياره من ضمن المشروعات الخمسة لأفضل التجارب المدرسية، ويستهدف المشروع تشجيع تلميذة الصفوف بالمرحلة الأساسية على القراءة الهادفة، وذلك من خلال اختيارها بمساعدة معلمتها إحدى القصص المتوفرة في المكتبة، أو الصف، وقراءتها بالمنزل بمشاركة أسرتها لمدة أسبوع، ثم تعبر عما استوعبته بتقمص إحدى شخصيات القصة، وتمثيل بعض أحداثها في صور وعروض مشوقة أمام صديقاتها في حصص مخصصة وأماكن مختلفة مثل: الصفوف وساحة المدرسة والعريش وغرفة المصادر والمزارع والرحلات، إلى جانب كتابة ما تعلمته من قيم دينية وتربوية من القصة .

نتائج التقييم التي صنفت المشروع من الخمسة الأوائل، بينت لدى تحليل نتائج الاستبيان الخاص بمعلمات المرحلة الأساسية وأولياء الأمور أن نسبة 70% من التلميذات بفضل المشروع أصبح لديهن القدرة على توظيف القراءة الهادفة والمعبرة، فيما تبين عند تحليل الاستبيان الخاص بالتلميذات أن نسبة 60% منهن أصبحت تتجه إلى القراءة والمطالعة الهادفة .

وحول الفكرة وأهميتها، تقول المعلمة آمنة عبدالكريم المشرفة على المشروع: إنه بدأ كفكرة لجذب التلميذات إلى الكتاب وقراءة القصص، وخاصة بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة وابتعاد أكثرهن عن الاهتمام بالكتب والقصص والمطالعة، والفكرة تمزج بين الأداء المنوع والمختلف في الإلقاء والتعبير والتمثيل مع إدخال أساليب المرح والجاذبية . وتضيف: بعد تطبيق المشروع على الصف الثالث ونجاحه في تحقيق الأهداف، مثل: إثراء المعجم اللغوي للتلميذات، وتنمية قدرة التحدث والإلقاء بثقة عالية، وإذكاء روح المنافسة وإثارة الدافعية للتعلم الذاتي من خلال القصص، وتنمية حب القراءة ومصاحبة الكتب الدراسية وغيرها، تم تعميمه على الصفوف الثلاثة الأولى . وتؤكد أنه من خلال تحليل محتوى المذكرات، وملاحظة أولياء الأمور تبين تطور قدرة التلميذات على التعبير بالرسم عن أفكار القصة ومجموعة القيم الواردة فيه، إلى جانب وصول إدارة المدرسة ومعلماتهن إلى نتيجة مفادها أن ملاحظة الطالبات بصورة مباشرة سواء في “الإذاعة” أو “العروض المسرحية” تزيد من الدافعية الذاتية للتعليم وتعطي ثقة عالية بالنفس وجرأة في الإلقاء .

وتوضح عزيزة عبدالهادي، معلمة مجال أول، أن تجاوب أولياء الأمور مع المشروع كبير جداً، وأكثرهم قام بإنشاء مكتبة خاصة بالأطفال في منازلهم، إلى جانب قيامهم بتوفير كل الإكسسوارات الخاصة بالعرض القصصي المطلوب للمشروع من أدوات الماضي . وتشير إلى أنه بعد تكريم وزير التربية والتعليم لفريق المشروع، أبدى الكثير من المدارس رغبتها في معرفة آليات تنفيذ المشروع، كما طلب البعض تقديم دورات وورش عمل في مدارسهم . وتؤكد أن هذه النظرة المستقبلية جزء من الهدف، وأنهن يسعين لإعداد كتيب إرشادي عن المشروع وتوزيعه على المدارس، إلى جانب تصميم موقع إلكتروني ومدونة خاصة به، ونشر كل الأخبار المتعلقة به في المنتديات التعليمية .
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.