14 مارس 2012

إصدارات: "الغرابة: المفهوم وتجلياته في الأدب" عن عالم المعرفة




(شبكة النبأ المعلوماتية، 14 مارس 2012)

اصدارات جديدة: الغرابة.. المفهوم وتجلياته في الادب

الكتاب: الغرابة.. المفهوم وتجلياته في الادب
الكاتب: د. شاكر عبد الحميد
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب/ الكويت
عرض: حيدر الجراح

شبكة النبأ: لم يكن مفهوم الغرابة عند ظهوره في العام 1773 الا وهو يحمل معنى (ليس آمن كي تتم الثقة به).. وفي العام 1785 كانت الكلمة تحمل معنى (المكان الخطير وغير الامن).
في القصة والرواية حدد لويس بورخس اول ظهور لهذه الكلمة في عمل كتبه وليم بيكفورد يسمى (فانك).. حيث جاء فيه الحديث عن ذلك (القوطي الشرفي الغريب) وقد تكرر ظهور المصطلح مرات كثيرة خلال القرن التاسع عشر لدى كتاب كثيرين مرتبطا بمقابلات مع الظل او الشيطان..
وظهرت الاشارات الى الغرابة قبل ذلك ايضا لدى ادباء امثال هوفمان وماري شيلي ولدى مفكرين امثال ماكس شتيرنر وماركس وغيرهما.

وقد ذكر فرويد في بداية مقالته عن الغرابة ان القواميس لا تخبرنا شيئا محددا عن طبيعة الغريب وذلك لان اللغة ذاتها تصبح دائما غريبة وان دورنا ان نبعث الحياة في هذه الجثة التي هي النص، محاولين ان نجعل الغريب مألوفا.

في اللغة الانكليزية يشير مصطلح الغرابة الى نوع من الخبرات المثيرة للقلق والخوف التي يختل فيها الشعور بالامن والاستقرار.. وفي الالمانية يرتبط المصطلح بالبيت الاليف الذي يتحول تدريجيا الى نقيضه غير الاليف الموحش بل حتى المخيف.. وفي العربية يرتبط هذا المفهوم بالوحشة، التي من معانيها الوحدة والعزلة والخوف والتوحش والجوع وغيرها.
اما في الفرنسية فهو يترجم الى (الغرابة المقلقة) وهو اقل وسيلية او فاعلية في هذا السياق ولا يعطينا اي الماعة او تلميح الى الجانب الخاص بالألفة المرتبط بالغرابة.
قد نفهم من دراسة فرويد للجذور اللغوية للمصطلح في اللغات الانسانية انه يدلل على شعور الانسان بانه ليس في بيته في هذا العالم، اي ليس في مكانه الذي ينبغي ان يكون فيه.. ومن ثم فان الغرابة هي هكذا نوع من القلق الذي يرتبط بصور عقلية خيالية لدى المرء، وكذلك بحياته الواقعية او الفعلية.. وتهدد الغرابة استقرار الذات وتقلق راحتها.. والغرابة احساس يختل عنده الشعور بالتمايز بين ما هو مألوف وما هو غير مألوف.. وهي تتعلق ايضا بوجود شيء غريب لكنه يؤميء الينا ايضا ويذكرنا بشيء مألوف، كان قد ابعد عن الذات، كان قد كبت، نسي، لكنه يعود الان من جديد، ومن ثم فان الغرابة هي مصطلح متعدد المعاني ليس له معنى محدد وهذا احد جوانب غرابته ايضا... انه يتعلق بالشك والالتباس العقلي، ويرتبط كذلك بعودة المكبوت، بالعلاقة بين الحياة والموت، بالموت الذي في الحياة، والحياة التي في الموت، بالتكرار والالية والدمى، بالبشر الذين يكررون اقوالهم، وافعالهم حتى يصبحوا امواتا مثل الدمى، بلا روح وتماثيل شمعية.. بالافكار القديمة التي اعتقدنا انها ماتت فاذا بها تعود وتصبح اكثر حضورا من الحياة والاحياء، بالتكنولوجيا التي تتحدث وتوجه وتراقب وتعاقب، بالقلق الذي ينتفي عنده اليقين، بتحول الاشياء الى نقائضها، بكل ما يبدو لنا غريبا بعد ان كان مألوفا، بكل ما يظهر لنا موحشا مع انه كان لنا من قبل اليفا.
في الدراسات العربية القديمة والحديثة، هناك اهتمام بغريب الالفاظ وغريب القران وغريب الحديث.. ولدى ابن منظور في لسان العرب، الغريب هو البعيد عن ارضه وعن ناسه، وقد قالت العرب: قذفته نوى غربة، اي بعيدة، واصابه سهم غرّب، اي لا يدري راميه، واغترب فلان اذا تزوج من غير اقاربه.

والغربة النزوح عن الوطن والاغتراب والتغرب، ويقال كذلك رجل غريب ليس من القوم، والغرباء الاباعد، واغرب الرجل في منطقه اذا لم يبق شيئا الا تكلم به، الى اخر المعاني.
قسم المؤلف كتابه الى تسعة فصول حملت العناوين التالية:
الفصل الاول: حول معنى الغرابة
الفصل الثاني: الغرابة والادب
الفصل الثالث: الغرابة وسرديات الخوف والظلام
الفصل الرابع: الغرابة وتفكك الذات
الفصل الخامس: ازدواج الذات وانقسامها
الفصل السادس: الغرابة والقرين
الفصل السابع: روح هائمة في المكان
الفصل الثامن: نص واحد غريب
الفصل التاسع: رؤى نقدية متعددة
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.