14 مارس 2012

فرض "الباركود" على جميع الناشرين في معرض الرياض القادم




(موقع جريدة الاقتصادية، 14 مارس 2012)

غياب الإحصاءات الدقيقة أفقد المعرض قائمة الكتب الأكثر مبيعاً
معرض الكتاب: لا مشاركة لرافضي «الباركود» العام المقبل

رانيا القرعاوي من الرياض
تشرع إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب بدءاً من العام المقبل في وضع "باركود" على الكتب للكشف عن الكتب الأكثر مبيعاً، حيث ترتبط بقاعدة بيانات في جهاز رئيسي، ولا يتاح لأي دار نشر ترفض "الباركود" المشاركة في المعرض.

وقال لـ "الاقتصادية" صالح الغامدي مدير المعرض، إن هذه التجربة الإلكترونية ستطبق في المعرض المقبل، لافتاً إلى أن المعرض طبق تجربة "الباركود" اليدوية على 30 في المائة من دور النشر المشاركة بهدف معرفة أكثر الكتب مبيعاً.

وأكد أن قوائم الكتب المنتشرة في الإنترنت أو الصحف ليست صادرة عن إدارة المعرض، موضحاً أن تجاوب دور النشر أو عدمه في الإفصاح عن هذه القائمة لا يشكل عائقا لأنها ستكون من العام المقبل سياسة المعرض الجديدة، وقد ينظر في مسألة قبول مشاركة الدار من عدمها بناء على موافقتها على تطبيق نظام "الباركود".

ويشير رئيس اللجنة الإعلامية في معرض الكتاب إلى أنه من الصعوبة الخروج بقوائم لأكثر الكتب مبيعاً هذا العام، نظراً إلى أن دور النشر المشاركة في المعرض اشتكت واعتبرت أن هذه طريقة إعلانية لبعض الكتب، وبالتالي تؤثر في مبيعات الكتب الأخرى.

واعتبر أنه من الظلم الإعلان عن أكثر الكتب مبيعا هذا العام لأن نظام "الباركود" لم يطبق إلا على 30 في المائة فقط، "لذا علينا أن ننتظر العام المقبل لتكون القائمة رسمية ومكتملة وبأرقام فعلية".

من ناحية أخرى، يبرر بسام شمارخ من إحدى دور النشر اللبنانية، عدم إعلان الدور عن الكتب الأكثر مبيعاً على غرار المكتبات العالمية، بعدم وجود إحصاءات دقيقة وعلمية في هذا الخصوص. وقال: "العالم العربي يفتقد الإحصاءات في أمور عدة، منها مبيعات الكتب"، ويشير إلى أنه في حال وجود نظام دقيق، فإن دور النشر لن تمانع عن إعلان قائمة الكتب الأكثر مبيعاً.

وأكد أن زوار المعرض من النادر أن يعتمدوا على نصيحة البائع في دور النشر، فهم يعتمدون على قوائم مقترحة من أصدقاء أو من الإنترنت، والغالبية تأتي للمعرض وقد قررت ماذا تريد أن تشتري، يظل فقط عامل جذب البائع لإضافة أو اقتراح كتاب على الزائر.

ويوضح أن العوامل التي يعتمد عليها زوار المعرض في شراء الكتب، أن يكون منتشرا عبر الإنترنت، أو معروضا كمسلسل تلفزيوني، أو يكون قد سبق تنفيذه في عمل سينمائي أو مرشحا لذلك. ولفت إلى أن كتب المسلسل الأمريكي cia الخاص بالبحث الجنائي تلقى رواجا كبيرا.

ويرى هداية محمد من "دار الأمل" المصرية، صعوبة في الإفصاح عن الكتب الأكثر مبيعاً لدى دور النشر، نظراً إلى أن هذه الكتب متغيرة وغير ثابتة، فمثلاً هناك كتاب يبيع في شهر 30 ألف نسخة، وفي الشهر المقبل لا يحقق تلك النسبة من المبيعات ولكنه يظل الأكثر مبيعاً. ويعتقد أن "الزائر عليه ألا يعتمد على الأكثر مبيعا لأن القراءة أذواق، فما يعجبني قد لا يعجب غيري، وإذا كان الكل سيشتري فقط الكتب الأكثر مبيعاً سنخسر مبيعات باقي الكتب، ومستقبلا سنصل لثقافة موحدة بين الجميع".

ويرى عبد الحميد محمد أبو وفا - بائع في إحدى دور النشر - أن الزوار تستهويهم كتب المؤلفين الذين ماتوا، إضافة إلى كتب ينصح بها أصدقاؤهم، معتبرا أن نصيحة البائع بالكتاب ليست عامل جذب كنصيحة أحد الأصدقاء أو حتى إنسان لا يعرفه على الإنترنت، لذا لا يعتقد أن الإعلان عن هذه القوائم ستكون مفيدة للزوار أو تسهل عليهم عملية الشراء والانتقاء.

ويرى أن مثل هذه القوائم بمثابة دعاية لبعض الكتب، وستجعل باقي الكتب لا تحقق أي مبيعات أو أرباح.

ويشير هيثم المدلج، من مكتبة جرير، إلى أن روايات مثل "أجاثا كريستي" أو أي كتاب يتحول لمسلسل أو فيلم يحقق مبيعات كبيرة، قائلا إن الأفراد لا يعتمدون على نصائح البائع، بل يعتمدون على نصائح الأصدقاء أو طلب المشورة من خلال الإنترنت.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.